خلك محترم
يقول باولو كويلو: "الاحترام لمن يستحقه وليس لمن يطلبه".
الاحترام من أكثر الأمور التي يجب أن تحرص عليها في علاقاتك مع الناس، البعض يعتقد أن الاحترام يعني موافقتك المطلقة لكل ما يقوله الأهل والأصدقاء وعدم إبداء وجهة نظرك مع الانقياد التام خلفهم دون نقاش، أو أن تكون لطيفا أكثر من اللازم مع كل من حولك إلى تلك الدرجة التي لا تتمكن فيها من قول كلمة "لا"، لكن الاحترام بمفهومه الحقيقي هو أن تكون لك قيمة ومكانة في نظر الآخر مع المحافظة على الحدود التي تكفل لك تلك القيمة والمكانة، بغض النظر عن المصلحة المرجوة والحالة الراهنة للعلاقة، وحتى في تلك العلاقات الإنسانية الروتينية مثل علاقات الأزواج والإخوان والأصدقاء والجيران يجب أن يكون الاحترام سائدا فوق كل الاعتبارات الأخرى حتى إن اختلفت وجهات النظر أو تصادمت الآراء أو حدثت المشكلات، سقوط الاحترام يعني أن هذه العلاقات أصبحت مهترئة وغير جديرة بالبقاء في حياتك، لأنها ستكون سببا لألمك ومصدرا لشقائك، مهما كان احتياجك للآخرين قويا فلا تسمح لذلك أن يدفعك للتنازل عن احترامك لنفسك، لأنك فيما بعد سوف تهدر مزيدا من الوقت في محاولة "ترقيع" غلطتك الفادحة حين منحت الآخرين الضوء الأخضر للقفز فوق حدودك، تلك الرسالة التي وصلتني دفعتني لأن أقسو على صاحبتها قليلا، وكان لا بد لي من ذلك، تقول: "كنت أفرح كثيرا حين أرى أفراد عائلة زوجي الصغار والكبار يطلبون مساعدتي والوقوف معهم في مختلف ظروفهم، كنت أشعر بأهميتي بالنسبة إليهم، حتى والدة زوجي تعتمد علي بشكل كامل في (عزومات) الأسرة ومشاوير المنزل وطلباته، حين تزوج أبناؤها الأربعة تباعا شعرت أنها تعامل زوجاتهم باحترام أكثر مني رغم أن مشاركتهن في شؤون الأسرة صفر على الشمال وتعاملهن شبه رسمي معها، تخيلي حين أكون في بيت إحداهن رغم أني أنا الكبيرة فأني من أصب لهن الشاي والقهوة، ثم أصبحت ألاحظ أن والدة زوجي وبناتها يتفقن على الخروج للحدائق والمطاعم بدون دعوتي معهن، وشيئا فشيئا أصبحن يخجلن من وجودي حين يزورهن ضيوف مقارنة بزوجات الأبناء الأخريات، في العام الماضي سافرن إلى النمسا ولم يخبرنني ، بدأت أشعر أنهن لا يحترمنني ولا يحترمن بناتي كما يحترمن زوجات الأبناء الأخريات وبناتهن فماذا أفعل؟!"
وخزة:
المساومة على الاحترام من أجل الحصول على الحب المشروط هو نوع من الابتذال للنفس وإهانتها، الاحترام إن لم يكن سيدا لكل العلاقات، فإن عدم البقاء فيها هو الأولى.