متاجر إلكترونية فاشلة
حسب الدراسات المنشورة، 80 في المائة من المتاجر الإلكترونية الجديدة تفشل قبل مرور عام على إطلاقها. في 2022 كان عدد المتاجر الإلكترونية حول العالم يقدر بنحو 24 مليون متجر، بمعنى أن فرصة النجاح كانت بحدود 20 في المائة فقط. عالم التجارة ليس ورديا وحالما كما يتصور البعض، بل يحتاج إلى صبر وصمود وخطط محكمة من بعد توفيق الله سبحانه وتعالى. أغلبية المبتدئين في التجارة يستعجلون النتائج ويبحثون في بداياتهم عن الربح السريع وبعد مرور فترة من الوقت، حين يرون أن الخسارة أكبر من الربح، يفضلون الانسحاب درءا لمزيد من الخسائر ولافتقادهم طولة البال. أسباب فشل المتاجر الإلكترونية الجديدة متعددة ولعل أبرزها هي عدم وجود خطة عمل واضحة، بمعنى أن التاجر المبتدئ يسير عشوائيا دون أن يضع أهدافا لمتجره الإلكتروني يسير عليها بشكل مدروس، تركز على الجمهور المستهدف ودراسة السوق والتميز في المنتجات وتصميم المتجر بشكل احترافي يسهل معه التسوق والدفع الآمن بجميع الطرق المريحة للعملاء، وإنما يترك الأمر للحظ والمصادفة، وأنا هنا لا أنكر أن الحظ يلعب دورا أحيانا في بعض المتاجر، لكن لا يمكن أن نعتمد عليه، لأنه قد يأتي وقد لا يأتي مثل أرقام المسابقات التي تشترك فيها، فقد تكون محظوظا ويتم سحب ورقتك في القرعة، وقد تظل طول عمرك تشارك ولا تحظى بشيء. من أسباب الفشل التخبط في اختيار المنتجات وعرضها في المتجر، فالبعض مثل الغراب الذي أضاع مشيته الأصلية ولم يستطع أن يقلد مشية الحمامة، فكلما وجد منتجا ناجحا وأصبح "ترند" تجاريا يهرع لتقليده دون أن يضيف إليه من روح متجره، ما يؤدي إلى فشله، ولذلك المتاجر الإلكترونية الأكثر منافسة والأكثر إنتاجية والأكثر استمرارية هي تلك التي تضع بصمتها الخاصة على منتجاتها. من أسباب الفشل أيضا عدم التركيز على التسويق والإعلانات، فمن المعروف أن التسويق الإلكتروني في هذا العصر من أحد أهم أسباب نجاح المشاريع التجارية سواء الإلكترونية أو غيرها، ورغم ارتفاع أسعار التسويق، إلا أن الأمر يستحق فاستهلاك 30 في المائة من رأس المال في التسويق بالبدايات، لا يعد خسارة، وآخر أمر على صاحب المتجر الإلكتروني أن يفكر فيه هو تحقيق الربح في العام الأول، فالاستعجال بمنزلة الماء الذي تسكبه على النار فيطفئ كل حلم في قلبك ويحوله إلى رماد.
وخزة
المتاجر الإلكترونية تحتاج إلى "طولة بال" وصبر وعدم استعجال للنتائج، فإن كنت لا تملك كل ما سبق.. "ريح مخك وخل التجارة لأهلها".