استخدام التكنولوجيا والآلات الجديدة «2 من 2»
تحدث هذه النقلة والأمر عندما تزيد التكنولوجيا، مصادفة أو اختيارا، إنتاجية العمال بدلا من تسريحهم، ما يتيح قدرا كبيرا من فرص العمل الجديدة. هذه الظاهرة لا تتطلب أن يجد العمال سبلا لانتزاع نصيبهم من الازدهار الجديد. فبعد بداية ضعيفة، مضت الثورة الصناعية في نهاية المطاف في هذا الاتجاه. وتحققت هذه النتيجة مع انتشار الوعي، بأنه "باسم التقدم، تم إفقار جزء كبير من السكان" ومع تنظيم العمال أنفسهم للمطالبة بأجور أعلى وظروف معيشية أفضل. ونتيجة لذلك، زادت الأجور في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، في الفترة من 1840 إلى 1900 بأكثر من 120 في المائة، متجاوزة نسبة النمو في الإنتاجية التي بلغت 90 في المائة.
ثورة المعلومات تمضي في مسار مشابه لما كان عليه الحال في العقود الأولى من الثورة الصناعية. وكانت العقود الثلاثة التي تلت الحرب العالمية الثانية أيضا عصرا للازدهار المشترك. فلم تكن التكنولوجيا الجديدة التي اعتمدت في تلك الفترة موجهة في الغالب نحو توفير الأموال عن طريق الأتمتة، كما أوجدت "كثيرا من المهام والمنتجات والفرص الجديدة". وقد نظم العمال أنفسهم في اتحادات عمال للكفاح من أجل الحصول على نصيبهم العادل من المكاسب. ونتيجة لذلك، زاد نصيب العمالة من الدخل القومي على مدار تلك الفترة، في إشارة إلى أن التكنولوجيا كانت في مصلحة العمال، وأن أصحاب العمل كانوا يتشاركون معهم المكاسب.
السؤال هو: هل ستحقق العقود المقبلة ازدهارا مشتركا أم ستشهد خطوة إضافية في اتجاه مجتمعات مكونة من شريحتين؟ يخلص أسيموجلو وجونسون إلى أن "الوقت قد تأخر، لكن ربما لم يفت الأوان بعد" لتغيير المسار. ويورد الفصل الأخير القائمة الإلزامية بالخطوات المطلوبة -أكثر من 12 خطوة في المجمل- التي يمكن للمجتمعات اتخاذها لتحقيق هذا الأمر، وهي تراوح بين "تقسيم التكنولوجيا الكبيرة" و"إصلاح الأوساط الأكاديمية".
تتمثل الخطوة الأكثر تأثيرا بالنظر إلى الأدلة التاريخية التي ساقها المؤلفان في "تنظيم العمال"، أي ما إذا كان العمال سيتمكنون من تنظيم أنفسهم من أجل تحسين الأجور وظروف العمل ـ وما إذا كان سيسمح لهم بذلك.
الأدلة غير واضحة حتى الآن، فقد زاد تكوين اتحادات العمال في عدد كبير من الاقتصادات، إلا أن هذه الجهود قوبلت بمعارضة من الشركات، ومني كثير من محاولات تكوين اتحادات بالفشل. ومن المحتمل أن أسيموجلو وجونسون كانا ليقولا: "يا عمال العالم، اتحدوا!" لولا أن هذا الشعار قد استخدم من قبل بالفعل.