إنهاء الفقر على كوكب صالح للعيش
خلال مشاركتي في الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين في مراكش، طرحت الرؤية والرسالة الجديدتين للمجموعة وخريطة الطريق لتحقيقها. وتتضمن هذه الرؤية عنوانا تحت "عالم خال من الفقر على كوكب صالح للعيش فيه". هذه الرؤية والرسالة اختبار لصدق طموحنا في رحلة تتطلب شراكات من نوع آخر، وطريقة جديدة للعمل والتفكير، وخطة مبتكرة للتوسع والمحاكاة، وموارد إضافية، وتفاؤل بما يمكن أن يتحقق. لكن في كل بقعة من بقاع الأرض، نجد الناس شغوفين بالذهاب إلى العمل والإبداع بأيديهم، فهم يريدون حياة أفضل لأبنائهم وأحفادهم.
علينا شد أزر الناس وتقوية عزمهم ودفعهم نحو التقدم، كما علينا في مجموعة البنك الدولي أن نبث روح التفاؤل والأمل وإحداث الأثر المرجو. "كما تعلمون، فإن تأخر عملية التنمية يعني الحرمان من ثمارها". وأطلق البنك الدولي برنامجا طموحا لتسريع وتيرة عمله، وزيادة كفاءته، وتبسيط إجراءاته. وينبغي أن يتجاوز إخلاصنا وتفانينا مجرد القول إلى الفعل. ونحن نعمل على رفع كفاءتنا، ونقدم الحوافز لتحقيق النواتج وليست المعطيات، ونضمن تركيزنا على صرف الأموال، وعلى زيادة عدد الفتيات الملتحقات بالمدارس، وعدد فرص العمل التي يتم توفيرها، وعدد الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يتم تفادي إطلاقها، وقيمة الأموال التي تمت تعبئتها من القطاع الخاص. وحول طرح مفهوم "تمويل عالم مختلف" فإنه يجب أن نجد طريقة لتمويل عالم مختلف، عالم يكون فيه المناخ مصونا، ويمكن فيه السيطرة على الجوائح -إن لم نستطع الوقاية منها- ويتميز بوفرة الغذاء، وتقهر فيه أوضاع الهشاشة والفقر.
بدأت هذه الرحلة في أبريل، عندما وجد البنك الدولي وفريق عمله طريقة لتوفير 40 مليار دولار من ميزانية البنك على مدى عشرة أعوام، وذلك بتعديل نسبة المساهمات في رأس المال إلى القروض. وأنشأنا آلية لضمانات محافظ الاستثمار والمشاريع، وأطلقنا أداة رأس المال المختلط. وتمكننا هذه الأدوات الجديدة من تحمل مزيد من المخاطر ويمكن أن تساعدنا على توفير 157 مليار دولار إضافية لتقديم مزيد من القروض على مدى عشرة أعوام.
ونحن بحاجة إلى المانحين والدول المساهمة والمؤسسات الخيرية للانضمام إلينا لتحقيق الانتصار والتقدم في هذه المعركة، وبغير ذلك تكون هذه الأدوات مجرد نظريات على ورق. وحقيقة "نحن بحاجة إلى موارد وإبداعات القطاع الخاص وأثره الممتد على أرض الواقع". حتى مع تطوير البنك وتحسين أدائه، وتحقيق التعاون بين الحكومات والمؤسسات متعددة الأطراف والمؤسسات الخيرية، سنظل نبحث عن الإجادة والتميز. وأيضا نحن نطلب كثيرا من القطاع الخاص. كما نطلب منه العمل في أماكن وفي حالات تتجاوز نطاق خبراته وإمكاناته، وفي مجالات تطرق إليها البنك الدولي منذ أعوام. وإذا كنا نطلب من الآخرين أن يتبعونا، علينا إعطاؤهم خريطة الطريقة الخاصة بنا.
ونرى لأنه "أكثر ما يعطيني الأمل قدرتنا على العمل معا لتحقيق هدف مشترك". وسنعمل مع شركاء جدد ونعيد صياغة أطر الشراكات. ونحن نشارك الآخرين، ونعمل جنبا إلى جنب مع بنوك التنمية متعددة الأطراف لتنسيق العمل العالمي، وتحفيز التغيير، ومضاعفة الأثر المرجو. ويحدونا الأمل في إعادة تركيز البنك الدولي على مواجهة التحديات، ليس كآلية للتمويل فحسب، بل كآلية للمعرفة. وهذا ما تطلبه الحكومات، أي المعرفة التي يقدمها البنك.