تزايد الكوارث الطبيعية وإدارة المخاطر «2 من 4»
أصبحت بنجلادش رائدة في إدارة مخاطر الكوارث، وأدى ذلك على خفض وفيات الأعاصير بمقدار 100 ضعف على الرغم من تعرضها مرارا وتكرارا للأعاصير، والعواصف العاتية والفيضانات. وتشمل الابتكارات نظم الإنذار المبكر المجتمعية وتكنولوجيات الأرصاد الجوية المائية المتطورة للتنبؤ بالطقس. في 2020، حققت بنجلادش الأمان لما بلغ 2.4 مليون شخص مع اجتياح إعصار أمفان القوي خليج البنغال. وعندما ضرب هذا الإعصار البلاد، تسبب في قتل نحو 20 شخصا. كما أن الإجراءات التدخلية الرئيسة على مستوى السياسات في بنجلادش أسهمت في الحد من الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية والمناخية.
في هذا الجانب حصلت بنجلادش على مساعدة من البنك الدولي لبناء هذه الأنظمة الدفاعية، وتضمن ذلك إعادة تأهيل ورفع كفاءة أكثر من 900 ملجأ وبناء أكثر من 900 ملجأ جديد تستخدم كمدارس ابتدائية، إلى جانب مئات الكيلومترات من الطرق في المناطق الريفية لتحسين الوصول إلى الخدمات والتنقل وربط الملاجئ بشبكات اتصال. ومنذ الاستقلال، استثمرت بنجلادش أكثر من عشرة مليارات دولار لجعل المنطقة الساحلية أكثر أمانا.
ولا تزال بنجلادش تعاني الأضرار المرتبطة بالكوارث بتكلفة تبلغ مليار دولار كل عام. واليوم، تقوم ببناء حواجز ساحلية لحماية أكثر من 700 ألف شخص من فيضانات العواصف، وتستثمر في مزيد من أنظمة الإنذار المبكر، والتنبؤ بالطقس، وزراعة الأشجار لإبطاء تأثير عوامل التعرية، وهي استثمارات يساندها البنك الدولي بنحو 1.9 مليار دولار.
في هذا السياق تقول حسينة بيجوم، مديرة مدرسة ابتدائية يتم استخدامها كملجأ للحماية من الأعاصير في بارجونا، بالقرب من خليج البنغال: "يؤدي تغير المناخ إلى زيادة صعوبة الحياة في المجتمعات المحلية المعرضة للمعاناة والأخطار مثل مجتمعي، وعلينا العمل بجدية وقدر أكبر من الهمة من أجل التكيف، وكلما سمعت عن بناء ملجأ جديد أو إصلاح ملجأ قائم، أعلم أنه لا يزال هناك أمل لقرانا ولعائلاتنا".
وفقا لتقرير جديد للبنك الدولي، ومع تزايد الأخطار المناخية، تحتاج بنجلادش إلى مواصلة الاستثمارات لتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ في المناطق الساحلية لحماية مكاسب التنمية. وسلط تقرير صادر بعنوان "بنجلادش: تعزيز قدرة المناطق الساحلية على التصدي لتغير المناخ" الضوء على رحلة البلاد للحد من قابلية التأثر بالتغيرات المناخية، كما أوصى بمزيد من الإجراءات لتحسين قدرة المناطق الساحلية على الصمود في وجه تغير المناخ. ويحلل هذا التقرير العوامل المؤدية إلى هذه الأخطار، وكيف عملت الحكومة على خفض هذه الأخطار، ويقدم منظورا جديدا وحلولا مبتكرة.