ركائز حوكمة الذكاء الاصطناعي «4 من 4»

يمكن لأي من هذه السمات سابقة الذكر أن تضغط على نماذج الحوكمة التقليدية، ويؤدي وجودها معا إلى أن تصبح هذه النماذج غير كافية وتجعل التحدي المتمثل في حوكمة الذكاء الاصطناعي يختلف عن أي شيء سبق للحكومات مواجهته. الذكاء الاصطناعي قد يصبح أول تكنولوجيا لديها الوسائل اللازمة للتطور من تلقاء نفسها.
وبشأن مبادئ الحوكمة، فإذا كان لنجاح حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية أن يتحقق، فإنها يجب أن توضح السمات المتفردة لهذه التكنولوجيا. ومن بين أولى هذه السمات الواقع المتمثل في أنه بوصف الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا فائقة التطور، فإن التقدم الذي يمكن أن يحرزه يتسم بطابع لا يمكن التنبؤ به. ويجب على صناع السياسات أن يأخذوا في الحسبان أنه نظرا لتعذر التنبؤ، قد لا تكون أي قواعد يقرونها اليوم فعالة أو حتى ذات صلة في غضون شهور قليلة، فضلا عن الوضع خلال عدة أعوام. وقد يكون من الخطأ تقييد الجهات التنظيمية اليوم بأنظمة تفتقر إلى المرونة.
وبالأحرى، ستتحقق أفضل استفادة للحوكمة الرشيدة عن طريق وضع مجموعة من المبادئ الأولى التي يمكن أن تعتمد عليها عملية صنع القرار بشأن الذكاء الاصطناعي وتتسم بأنها من صفات وقائية، لا يوجد اتساق في التوازن بين أخطار الذكاء الاصطناعي والعائد منه، فرغم وجود فوائد جمة لإمكانات الذكاء الاصطناعي، يجب على صناع السياسات اتخاذ إجراءات للوقاية من تطوراته المعاكسة المحتمل أن تكون كارثية. ويجب تعديل المبدأ الاحترازي المستخدم بالفعل على نطاق واسع ليناسب الذكاء الاصطناعي، وأن يتم النص عليه في أي نظام حوكمة.
كما أنها سريعة الحركة، تميل هياكل صنع القرار إلى الثبات، وتعلي من شأن الاستقرار والقدرة على التنبؤ على الديناميكية والمرونة. وهذا أمر لن يصلح مع تكنولوجيا بتفرد الذكاء الاصطناعي. ويجب أن تكون حوكمة الذكاء الاصطناعي مرنة وقابلة للتعديل وذاتية التصحيح بقدر ما لدى الذكاء الاصطناعي من سرعة في الحركة والتطور الفائق والتحسن الذاتي.
وهي في الوقت نفسه شاملة، دائما ما يعمل أفضل تنظيم لأي نشاط، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، بشكل تعاوني مع القطاع التجاري، وهو ما يطبق خاصة على الذكاء الاصطناعي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي