دعم المعلمين
شاهدت مقطعا يتحدث عن تحديات التعليم في العصر الحديث، ما ذكره المتحدث يمكن أن نتبناه كوسيلة لإعادة التفكير والبحث في المجال التعليمي من جديد.
ذكر المتحدث إشكالية التنافر بين الطالب والمدرسة، وسببها أن ما تمثله المدرسة من حالة نمطية مبنية على مفاهيم لا تناسب العصر الحاضر. حيث يعيش الطفل في حالة من التواصل والانفتاح خارج المدرسة بحكم ما يتوافر له من الإمكانات وما يطوره ذاتيا من المهارات لتصبح فترة الوجود في المدرسة أقل إنتاجية وانفتاحا من الحياة العامة العادية.
هذه الإشكالية تدفعنا لقراءة مختلفة للمجتمع ومكوناته وإعادة تشكيل القناعات المتعلقة بمرحلة النمو التي يمر بها صغار السن في عمر الدراسة، وحتى النظر لكيفية ممارسة كل المؤثرين في حياة "عتاد المستقبل".
هنا تظهر مجموعة من التحديات التي لا بد من مواجهتها والتعامل معها بأسلوب مختلف. لعل التحديات التي تواجه التعليم اليوم متركزة في شخصية أهم وهي المعلم/ة.
نعود للتذكير بأهمية المعلم، وضرورة العناية بكل ما يضمن تعزيز انتمائه لهذه الوظيفة العظيمة، وما ستؤول إليه في مقبل الأيام.
يضاف إلى ذلك ما تمثله المدرسة من لبنة أساسية في بناء المجتمع الصالح المنتج، لعل ما نراه اليوم في كثير من دول العالم من المشكلات المنتشرة في المدارس وما ينتج عن البحوث العلمية في المجال دافع لتكوين رؤية واضحة عما تشكله عملية التعليم والتربية في أذهان وقناعات الأبناء والبنات بداية في المراحل الأولى للتعليم حيث يبدأ التحصين الفعلي لكل فئات المجتمع من الانجراف مع ما تحدثه عملية التواصل والتفاعل في المجتمعات وما يمكن أن يكون معول هدم في حياة الصغار إن هم فقدوا الإرشاد والتوجيه وتثبيت القناعات الإيجابية الداعمة لصحة وسلامة المجتمع.
ثم إن الأهمية التي تمثلها هذه العملية التربوية يلحق بها مزيد من الضرورات، حيث تتم تنمية المهارات والقدرات واكتشاف المواهب بحيث يتمكن كل فرد من التعرف على مكامن القوة في شخصه وتعمل المنظومة التربوية على تطويرها ودعمها من خلال برامج علمية معتمدة تسمح للمملكة بالمنافسة في مستقبل الأيام بكل ما يملكه أبناؤها وبناها من المواهب والقدرات.
فليس أقل من دعم استقرار المعلم النفسي والاجتماعي والمادي لضمان التفاعل مع التحديات المقبلة، وهذا ما دفع وزارة التربية للمطالبة بحماية أجور المعلم كجزئية من التعامل العام مع المنظومة التعليمية بشكلها الأوسع.