ارتفاع الأجور.. حسنة التضخم التي يتجاهلها الأمريكيون

ارتفاع الأجور.. حسنة التضخم التي يتجاهلها الأمريكيون

عندما يسأل الأمريكيون عن التضخم، فهم يركزون عادة على ارتفاع أسعار البقالة أو الغاز أو تناول الطعام في الخارج، وينسون رواتبهم الأعلى.

قد لا يدرك كثير من الناس أن الأجور قد واكبت معظم الارتفاع الذي شهدته الأسعار. منذ فبراير 2020 ارتفع متوسط الدخل في الساعة لجميع العاملين 22.28 %، بينما ارتفع التضخم 20.82 %.

هناك سبب لتجاهل هذه الزيادة، فالناس يغفلون عن الزيادة في الرواتب التي تأتي استجابة للتضخم، وفقا لدراسة حديثة. ويعزون الزيادات إلى أدائهم في العمل أو تطورهم المهني وفقا لـ "ياهو فاينانس".

قال جوشوا جوتباوم، الباحث في معهد بروكينجز: "حقيقة أننا تجاهلنا الأجور في حديثنا عن التضخم أمر سيئ. هذا يجعل الناس ينظرون نظرة مشوهة إلى الاقتصاد."

على مدى العقود الأربعة الماضية، كان هناك ارتباط قوي بين التضخم الذي يقيسه المؤشر الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي والنمو في مؤشر تكلفة التوظيف، حسبما وجد اقتصاديون في بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن.

عندما يرتفع التضخم، يرتفع نمو الأجور أيضا، والعكس صحيح. وجد الاقتصاديون أن هذه العلاقة كانت قوية تحديدا في 2021 و2022 حين ارتفع كلا المقياسين.

فحين أدت مشكلات سلسلة التوريد إلى زيادة التضخم، حدث اضطراب كبير في القوى العاملة. حينها فقد 6 ملايين وظائفهم في شهر واحد، ومع إعادة فتح المجتمعات على مراحل بعد الجائحة وانتشار العمل عن بعد، توفرت فرص عمل تزيد على عدد الراغبين في وظائف. وكان على الشركات دفع رواتب أعلى لملء الوظائف الشاغرة، أو لإبقاء العاملين سعداء.

في يونيو 2022، حصل الذين غيروا وظائفهم على زيادة سنوية بلغت 16.4 % في المتوسط، مقابل زيادة 7.7 % لأولئك الذين استمروا في وظيفتهم.

لكن إقناع الأمريكيين بأن رواتبهم التي ارتفعت مرتبطة بالتضخم صعب. وجدت ورقة عمل أخيرة أن أغلب العاملين يعزون الزيادة إلى أدائهم، أو تقدمهم الوظيفي أكثر من التضخم ـ وأصحاب الدخول الأعلى أكثر من يؤمن بهذا.

في الواقع، يعتقد 51 % من المستجيبين في ورقة العمل أن "التضخم يزيد من أرباح الشركة، لكنها لن ترى حاجة إلى زيادة راتبي".

قد تكون هذه العقلية هي السبب في أن 80 % منهم يعتقدون أن الأسعار ترتفع أسرع من الأجور، مع أن نصف المستجيبين أفادوا أيضا بتلقيهم زيادة في الأجور.

عند مقارنة الأجور قبل الجائحة في فبراير 2020 بالوقت الحالي سترى، كما يقول جوتباوم، إن الأجور قد لحقت بالركب وأن العاملين أصحاب الأجور المتدنية شهدوا نموا أكبر.

بالتأكيد، لا يعكس متوسط الأجر بالساعة تجربة الجميع. وإذا لم تواكب أجور عامل ما التضخم، فلا داعي للتشاؤم. اطلب زيادة وتفاوض. قد تفاجأ بالنتيجة.

طلب 25 % فقط من العاملين زيادة، نال نصفهم تقريبا ما أرادوا، حسبما وجدت ورقة العمل.     

الأكثر قراءة