الفيدرالي الأمريكي ينافس فيزا وماستركارد .. 800 شركة مالية تستخدم "فيدناو"

الفيدرالي الأمريكي ينافس فيزا وماستركارد .. 800 شركة مالية تستخدم "فيدناو"
أطلق الفيدرالي الأمريكي خدمة المدفوعات "فيدناو" في يوليو من العام الماضي.

عند ذكر الاحتياطي الفيدرالي، يهتم معظم المستثمرين فقط بمتى سيخفض أسعار الفائدة، وما يقوله رئيسه جيروم باول عن التضخم. لكن الفيدرالي يعمل على مبادرة أخرى لا علاقة لها بقرارات السياسة النقدية، يمكن أن تؤثر في سهمين من أكبر الأسهم المالية.
أطلق الفيدرالي خدمة مدفوعات في يوليو من العام الماضي تسمى فيدناو. وهي خدمة رقمية فورية أقل تكلفة من بطاقة الخصم المصرفية وأسرع من معاملات غرفة المقاصة الآلية. وتستخدم أكثر من 800 شركة خدمات مالية "فيدناو" حتى الآن، من بينها بنوك عملاقة هي جيه بي مورجان تشيس، وويلز فارجو، وبانكورب، بحسب صحيفة "بارونز".
يرى محللا شركة ميزوهو سيكيوريتيز، دان دوليف وريان كوين، أن هذه أخبار قد لا تسر "فيزا" و "ماستركارد". تعد هاتان الشركتان العملاقتان المختصتان بمعالجة المدفوعات العمود الفقري لعديد من معاملات بطاقات الخصم. وعلى الرغم من أن لديهما خدمات تحويل المدفوعات في الوقت الفعلي – فيزا دايركت وماستركارد سِند - إلا أن دوليف يشعر بالقلق من أن "فيدناو" ستستولي على حصة من أعمالهما.
قال دوليف لصحيفة بارون: "تسعير فيدناو أرخص لكل معاملة من بطاقات الخصم"، مضيفا أنها مسألة وقت فقط قبل أن تنضم بنوك كبرى أكثر إلى شبكة فيدناو. تتفق وجهة النظر هذه مع ما أورده محللا شركة تي دي كوين، موشيه أورينبوخ وبريان بيرجين، في تقرير عن "فيزا" و"ماستر كارد" في أبريل، جاء فيه أن معظم المؤسسات المالية ستندمج في شبكة فيدناو، لأنها خدمة مقدمة من الفيدرالي.
هل مستثمرو "فيزا" و "ماستركارد" قلقون بشأن تزايد المنافسة؟ ارتفعت أسهم الشركتين نحو 10 % العام الماضي، وهذا لا يعد أداء كارثيا، لكن السهمين يتخلفان عن مؤشر إس آند بي 500 وصندوق إس بي دي آر المتداول في البورصة ـ ارتفع كل منهما أكثر من 20% في الـ12 شهرا الماضية.
وتتزايد المخاوف منذ فترة بشأن مواجهة احتكار "فيزا" و"ماستركارد" منافسة محتدمة. وتتنافس الشركتان حاليا مع بنوك كبيرة تشكل جزءا من شبكة خدمة التحويل الرقمية، زيلي، منها بنك أوف أمريكا، وجيه بي مورجان تشيس، وكابيتال ون (الذي يخطط لشراء شركة ديسكوفر فاينانشيال سيرفيسز، منافسة "فيزا" و"ماستركارد"، بأكثر من 35 مليار دولار).
كذلك تتنافس الشركتان مع شركات التكنولوجيا المالية، مثل "فينمو"، المالكة لخدمة باي بال، و "بلوك"، التي تمتلك خدمتي كاش آب وسكوير، و "أفيرم" الرائدة في خدمة اشتر الآن وادفع لاحقا.
ثمة طرائق أخرى للاستفادة من النمو المحتمل لخدمة فيدناو. قال دوليف إن شركتي التكنولوجيا، فيسيرف وفيديليتي ناشيونال إنفورميشن سيرفيسز، هما حلقة الوصل بين المستهلكين والبنوك وستستفيدان من نمو "فيدناو" وخدمات الدفع الرقمية الأخرى.
لا ينبغي للمستثمرين استبعاد "فيزا" و "ماستركارد"، فالشركتان تتمتعان بميزة متأصلة تميزهما عن البنى التحتية الأخرى للدفع الفوري، حيث تركزان حصرا على المدفوعات، ما أتاح لهما التركيز على شبكاتهما وضخ استثمارات كبيرة في التكنولوجيا ووسائل اكتشاف عمليات الاحتيال.
لا تزال "فيدناو" في أولى مراحلها، لذا فهي تهديد يستحق عناء المراقبة. لكن المنافسة المتزايدة من شركات التكنولوجيا المالية ليست بالجديدة على "فيزا" و"ماستركارد"، حتى لو كان أحدث تهديد لهما لاعبا رئيسا في المشهد التنظيمي في واشنطن.

الأكثر قراءة