ميناء جدة وحركة التجارة العالمية
خبر جديد يعزز كفاءة الإجراءات والبرامج الحكومية تجاه تحقيق رؤية السعودية 2030 لتنويع مصادر الدخل، وجعل السعودية ضمن الاقتصادات الأهم عالميا، ومن تلك البرامج ما يخص الخدمات اللوجستية التي أصبحت اليوم تلعب دورا محوريا وركيزة مهمة في الاقتصاد العالمي، وبرامجها في هذا الشأن تنوعت بين الموانئ والمطارات والطرق وشبكة القطارات، لتمكين حركة النقل وتسهيلها بين مختلف المناطق وتوفير مسارات آمنة عالميا للتجارة العالمية. ولعل أحد تلك التطورات هو الإعلان عن أن ميناء جدة الإسلامي أصبح أحد خيارات التخزين والتسليم لمادتي الزنك والنحاس، وهذا الخبر تم الإعلان عنه من خلال منصة بورصة لندن للمعادن London Metal Exchange LME وموجود أيضا في موقع الهيئة العامة للموانئ، حيث: "أعلنت الهيئة العامة للموانئ عن إدراج ميناء جدة الإسلامي في بورصة لندن للمعادن، من خلال الشريك الإستراتيجي شركة لوجي بوينت LogiPoint التابعة لمجموعة سيسكو، ما يؤكد الدور المحوري للميناء في دعم التجارة العالمية. ويشكل إدراج ميناء جدة الإسلامي في بورصة لندن للمعادن كمركز تسليم جديد للنحاس والزنك، خطوة مهمة للمساهمة في جعل السعودية منصة لوجستية عالمية، ويعزز جاذبيتها كوجهة استثمارية للبورصات العالمية، ويضع الميناء ضمن المنصات العالمية الخاصة بتخزين المعادن التي يتم تداولها ضمن البورصة، ما يعمل على تحويله إلى مركز توزيع عالمي".
هذا الخبر مهم في دعم تنوع أنشطة الموانئ في السعودية ويخدم برامج الخدمات اللوجستية باعتبار أن عدد المواقع المعتمدة لبورصة لندن للمعادن محدودا في العالم وغالبا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ودول محدودة في آسيا مثل اليابان وكوريا وماليزيا والإمارات في ميناء دبي وتايوان وسنغافورة، ومما يميز السعودية موقعها بين تلك الدول المعتمدة في التخزين والتوزيع، وذلك باعتبار أنه يصل بين قارات العالم، كما أنه لا يوجد حاليا ميناء معتمد في إفريقيا والبحر الأحمر، كما أن ميناء جدة هو في مسار مهم لحركة التجارة العالمية، ما يجعل اختيار هذا الموقع يخدم اقتصاد السعودية وحركة التجارة العالمية ويصل التجارة بين الشرق في آسيا والغرب في أوروبا وإفريقيا، وكما أنه ومع العمل على شبكة النقل للطرق والقطارات يمكن أن يكون أحد الخيارات لنقل مجموعة من المواد من خلال شبكة الطرق والقطارات مستقبلا بين الخليج العربي والبحر الأحمر، وهذا يمثل ميزة للموانئ في السعودية.
هذا الخبر سيكون له أثر في حجم تدفق الاستثمارات فيما يتعلق بالنقل والتخزين في ميناء جدة، إضافة إلى استفادة الميناء من زيادة الحركة والنقل والخدمات التي لها علاقة بالميناء، ما يعني فرصا كبيرة للاقتصاد خصوصا في المنطقة الغربية.
قطاع الخدمات اللوجستيه سيشهد فرصا كبيرة في المرحلة المقبلة، وهذا القطاع له أهمية وهو داعم أكثر استدامة عند مقارنته بأنشطة اقتصادية أخرى، كما أنه يوفر فرص عمل نوعية ويعزز من تنامي الأنشطة الاقتصادية والتجارية، ويمنح ميزة نسبية للمستثمرين في السعودية.
فالخلاصة أن خبر اعتماد ميناء جدة الإسلامي كمركز تخزين وتسليم لبورصة لندن للمعادن سيعزز من تسهيل حركة التجارة العالمية لما يتميز به ميناء جدة الإسلامي ويمكن أن يكون له أثر كبير في الأنشطة الاقتصادية التي لها علاقة بالخدمات اللوجستية في السعودية، لتنويع مصادر الدخل، باعتبار هذا القطاع أكثر استدامة مقارنة بأنشطة أخرى، ويقدم ميزة نسبية للمستثمرين داخلها.