قطار الرياض وأركان الأثر في المدينة 

أحدث تشغيل قطار الرياض نقله مختلفة للتنقل في أرجاء العاصمة وبين جهاتها الأربع، بجانب مشاهدة عربات القطار التي كانت تجوب الأرجاء خلال الفترات التجريبية وما تعطيه من إيحاء لمنظر مدينة حديثة تمتزج بتاريخ عريق, كان مشهد قطار الرياض بعد التشغيل وازدحام عرباته ومحطات القطار من الركاب أكثر إعجابا وجمالا.

قبل الحديث عما قدمه قطار الرياض في الفترة القصيرة البسيطة منذ تشغيله إلى الآن، الحق يقال قدرة شعب السعودية وسكانها على تبني التغيير ملفتة وأجزم أنها تزيد الحماسة أكثر لدى صناع القرار لتقديم مزيد فوق حماستهم المعتادة ولاشيء أكثر دلاله من إقرار الخطة التوسعية لخطوط المترو بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إلى السعودية، منذ انطلاق الرؤية وإلى هذا اليوم وكل ما تم تقديم مباردة أو مشروع تبناها المجتمع ككل وانطلق في ركبها من التنفيذ إلى الاستخدام والاستفادة وهذا عنصر جودة محفز لمزيد من المبادرات والمشاريع ولا شك.

كان ولا زال المنظور الأول لتشغيل قطار الرياض المساهمة في معالجة ازدحام الطرقات والتخفيف من عدد المركبات المتنقلة في شوارعها ولا شك أن هذا أحد الأهداف الأساسية، لكن من أجل الانصاف والنظر بواقعية لم يكن من المتوقع للمترو أن يشكل هذه النقلة النوعية في تقليل أعداد المركبات في شوارع العاصمة وإنما سيكون هذا الأثر تدريجي مع مرور الوقت وكل ما اتسعت رقعت التغطية للقطار ولوسائل النقل العامة الأخرى، لذلك لن يكون من السهل الآن تقييم هذا الأثر من المترو.

لوسائل النقل العام وخصوصا قطارات المدن كل ما اتسعت رقعتها وتغطيتها أثارها الواسعة في تركيبة المدن من نواحي متنوعة فله الأثر الاقتصادي والحضري والاجتماعي، والمروري والأثر في جودة الحياة لا شك لما تشكله من أريحية وسرعه وتكتلات بشرية من الناحية التجارية والسكانية كذلك إضافة إلى تعزيز أريحية التنقل بين أرجاء المدن ومعالمها, ما نعيشه اليوم يمثل النموذج الأرقى للنقلة النوعية للربط بين معالم مدينة الرياض وشاهد حي لما أحدثه المترو في فترة قصيرة تزامنت مع سرعة تأقلم لساكني المدينة وأجواء ساعدت على تقبل التنقل العام السريع, من زار محطة كافد أو العروبة أو أي من المحطات التي تربط الأحياء بالمناطق التجارية للمدينة وتمعن في التغير الذي أحدثه القطار في أعداد الزائرين, المشترين أو الضيوف بالنسبة للمطاعم لاستطاع رسم تصور واضح عن الزيادة التقديرية في أحجام المبيعات أو زيادة الزائرين.

في الجهة الأخرى تسارعت الحركة السعرية للعقارات القريبة من محطات القطار لميزتها النسبية وكذلك لأفضليتها فيما يخص معاملات البناء لطبيعتها في خدمة أعداد سكانية أكبر، وتمتد الآثار المترتبة على تفعيل النقل العام لجودة الحياة والأثر المروري لتقليص معدلات الحوادث كل ما زاد معدلات استخدامها كوسيلة نقل وسيزداد أثر القطار بشكل تدريجي مع الزمن لتؤثر الأركان الأساسية لروح المدينة. لذلك النظر للمترو اليوم على أساس التغير المروري فقط نظرة غير مكتملة للخدمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي