مسؤول صيني: «اللعبة الصفرية» الأمريكية تهدف إلى إسقاط التجارة العالمية
حذر نائب السفير الصيني في السعودية ما جيان، من أن ما قامت به الولايات المتحدة من اللعبة الصفرية تحت ذريعة ما يسمى بالسعي وراء "المعاملة بالمثل" و"التكافؤ"، يكون بطبيعته السعي وراء أمريكا أولا والاستثناء الأمريكي، يهدف إلى إسقاط النظام التجاري العالمي القائم بوسيلة التعريفة الجمركية.
وأكد ماجيان خلال جلسة صحفية عُقدت في مقر السفارة الصينية في الرياض اليوم، أن ما تقوم به الولايات المتحدة يضع المصلحة الأمريكية فوق المصالح العامة للمجتمع الدولي، ويخدم هيمنة واشنطن على حساب المصالح المشروعة لدول العالم، فمن الحتمي أنه سيجد رفضا واسع النطاق لدى المجتمع الدولي.
وأضاف المسؤول الذي يشغل أيضا منصب "وزير مستشار"، أن بلاده "لا تثير المتاعب ولا تخاف منها، ومستعدة للقتال حتى النهاية" في حال أصرت الولايات المتحدة على شن حرب تعريفات جمركية.
كما أشار نائب السفير إلى أن هذه السياسات "توسّع فجوة الثروة بين الدول وتضر بشكل خاص بالدول النامية"، محذرًا من أثرها السلبي في جهود تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وجّه ما جيان انتقادات حادة للسياسات التجارية الأمريكية، مؤكدًا أن "فرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 50% يمثل خطأ جسيمًا يُضاف إلى الخطأ القائم"، واصفًا تلك الخطوات بأنها "تنم عن تنمّر أحادي الجانب" يهدد النظام التجاري الدولي.
وأوضح أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة أدت إلى تقلبات حادة في الأسواق العالمية، إذ سجّلت السوق السعودية في بداية هذا الأسبوع تراجعًا هو الأكبر منذ عام 2020، وهبط سهم أرامكو بنسبة 6%، ما تسبب في خسائر تُقدّر بنحو 900 مليار دولار. كما خسرت الأسواق العالمية ما يقارب 5.4 تريليون دولار في غضون يومين فقط، ما يشكّل ضربة قاسية لتعافي الاقتصاد العالمي.
"الصين كثاني أكبر اقتصاد وسوق استهلاكية في العالم، ستواصل الانفتاح الرفيع المستوى على العالم"، متعهدًا بتطبيق سياسات تُسهّل التجارة والاستثمار وتُهيّئ بيئة تجارية قائمة على قواعد السوق والقانون والمعايير الدولية، بهدف تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك"، وفقا للمسوؤل.
وبخصوص العلاقات التجارية بين السعودية والصين قال ما جيان، "إن السعودية تمثل شريكًا إستراتيجيًا بارزًا للصين، سواء في الشرق الأوسط أو ضمن مجموعة العشرين"، مشيرًا إلى تكامل مبادرة "الحزام والطريق" مع "رؤية السعودية 2030"، وبلوغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من 100 مليار دولار أمريكي لعدة سنوات متتالية.
وكشف عن اعتزام البلدين تعزيز التبادل الثقافي والإنساني من خلال تنظيم أنشطة مشتركة في مجالات الفن والموسيقى والكتب والسينما، بهدف رفع مستوى التقارب بين الشعبين الصيني والسعودي إلى آفاق جديدة.