الأبحاث الطبية السعودية في المحافل

الأسبوع الماضي تشرفت بحضور يوم البحث العلمي للمتدربين في برنامج الزمالة السعودية للأمراض الجلدية. وكان عرسا طبيا جميلا يبعث على الفخر، كيف لا وبعض تلك الأبحاث تم نشره في دوريات ومجلات طبية عالمية لها شأن. وبدأ العالم كله يتحدث عن زيادة عدد الأبحاث الطبية المقدمة من السعودية وهو رقم يرصد لمن يريد العدل. كان طلبتنا متألقين ويعرضون أبحاثهم بكل مهنية وما أجمل أن ترى نجاح أبنائك. وكانت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية هي الأم الحاضنة لهذا العرس العلمي.
هل تعرفون من وراء نجاح هذا العرس هم ثلاثة من أفضل الاستشاريات السعوديات.
لنقل للعالم أجمع إننا مجتمع متحضر نحترم نساءنا ونفتخر بهن.
ولا فرق في العلم بين المرأة والرجل وتميز الطبيبة السعودية أصبح عالميا ومحليا وحينما أعطيت الفرصة تميزت.
اختتم المشهد يوم البحث العلمي بإطلالة مفاجئة من الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الطبية إطلالة الأب والأخ الأكبر في عرس أبنائه والكل ابتهج بحضوره وأعطى كلمة مختصرة ومفيدة، وتوج أبناؤه بشهادات هي وسام لكل واحد ليس لأنها من الأمين فقط ولكن لأنها في يوم البحث العلمي.
الطريق الوحيد والمختصر لإثبات وجودك الطبي عالميا هو البحث العلمي. وهذا يحتاج إلى مال وقرار.
المال وهو الأصعب حيث إنه يحتاج إلى اقتناع من صاحب القرار بأهمية هذا الجانب وهذا ما حصل حيث إن من أهم الاستراتيجيات لـ"رؤية 2030" هو الأبحاث العلمية وشاهدنا هذا واقعيا باهتمام كل القطاعات بهذا الشأن. وأتحدث عن المجال الطبي أصبح من شروط القبول في كثير من البرامج الطبية التدريبية أن يقدم الطالب بحثا منشورا في مجلات طبية وتم تحفيز المقبول بعدها بالبحث العلمي خلال فترة تدريبه وأحيانا وضع من ضمن شروط التخرج وأصبح الطبيب محاصر بالبحث العلمي ومن يغرس هذا المشروع هم أطباء استشاريون سعوديون تدربوا في أفضل الجامعات العالمية وامتهنوا البحث العلمي من قبوله حتى تخرجه وأصبحت أبحاثهم يشار لها بالبنان وحصلوا على أعلى الجوائز العلمية.
ما أجمل هذه المنظومة مال وصاحب قرار جعل البحث العلمي من أهم استراتيجياته وأطباء يعملون كخلية النحل المثمرة.
اذهب إلى أي مؤتمر عالمي أجزم لك أنك ستجد على الأقل متحدث طبيب سعودي وافتح أي مجلة علمية تكاد ألا تخلو من بحث علمي بأيد سعودية.
المطلوب الآن هو ليس التركيز على عدد الأبحاث فقد تميزنا بذلك وإنما التركيز على نوعية البحث العلمي وهذا هو الأهم لذلك الشروط المقادمة ليس مجرد بحث وإنما ما نوعية البحث.
أخيرا متى نرى مساهمة القطاع الخاص والأثرياء في البحث العلمي حيث إن من أهم المصادر المالية للبحث العلمي في الغرب هو القطاع الخاص.
تذكروا أن بيل جيتس "الأمريكي" دفع أكثر من 34 مليار دولار للقطاع الصحي حتى عام 2015. "معلومة من الويكيبيديا".
كم تمنيت أن يخصص بعض خطباء الجمعة جزءا من خطبة الجمعة لتحفيز الناس على التفرع للبحث العلمي، لعل طبيبا سعوديا يكتشف سبق علمي يغير المسار العلاجي لمرض مزمن وينقذ ملايين من البشر، وهذا يصب في المصلحة الشرعية التي هي الحفاظ على النفس "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، الآية 32 من سورة المائدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي