ريانة وفجر
الأسبوع الماضي كان أسبوع المرأة السعودية بامتياز على مستوى العالم. أسبوع ملهم ومدهش واستثنائي بكل المقاييس، أن تحقق المرأة السعودية الإنجازات العلمية والرحلات الفضائية وتتفوق فيها على نظيراتها من نساء العالم، في ظل محافظتها على تعاليم دينها وقيم مجتمعها، فذلك أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز. في أول رسالة منها بعد وصولها إلى محطة الفضاء الدولية، قالت ريانة برناوي؛ أول رائدة فضاء عربية مسلمة، في مقطع فيديو نشرته الهيئة السعودية للفضاء، “تحية طيبة من الفضاء الخارجي، نحن الآن نعيش حلما ما كنا نتخيل أن يصبح حقيقة بدعم من الحكومة، وقيادتنا، وأسرنا، والجميع”. تستغرق مهمة ريانة برناوي؛ ورفيقها في الرحلة علي القرني؛ عشرة أيام في محطة الفضاء الدولية، ستقوم خلال هذه المدة بإجراء بحوث تتعلق بالخلايا الجذعية وسرطان الثدي، وتأمل أن تكون مصدر إلهام للنساء في منطقة الشرق الأوسط.
أما الطالبة السعودية الموهوبة فجر الخليفي؛ فقد حصلت على المركز الثالث في مجال الطاقة متفوقة بذلك على أكثر من 1800 موهوب وموهوبة شاركوا بـ1324 مشروعا من أكثر من 70 دولة، في أكبر مسابقة علمية في البحث والابتكار أقيمت في الولايات المتحدة، في المعرض الدولي للعلوم والهندسة “آيسف 2023”، باختراع جهاز مبتكر للطاقة المتجددة يعمل في الظروف الجوية المختلفة، في أثناء اللقاء التلفزيوني الذي أجري معها، يستطيع المشاهد أن يشعر بمدى ثقتها بنفسها، وإيمانها بموهبتها، ورغبتها في التركيز على البحث والابتكار.
ريانة؛ وفجر؛ لم نسمع صوت ضجيجهما في السوشيال ميديا من قبل ولا عجرفتهما بما يمتلكان من موهبة قائمة على التفكير العلمي والابتكار، ولم نر استعراضهما السطحي لمظاهر الحياة المعاصرة، بل كانتا تعملان بصمت وثقة ودعم من القيادة والأهل، وحين حانت لحظة تحقيق الفوز أدهشتا العالم بأسره بما حققتاه، والملهم حقا أنهما تفتخران بأن نجاحهما لم يكن خاصا بهما، بل يمثل كل امرأة سعودية تتمنى المشاركة بدفع عجلة التقدم في وطنها من خلال رؤية 2030.
هذا التقدم بخطى متسارعة للمرأة السعودية في مجالات الطب والهندسة والفضاء والابتكار والاختراع العلمي مع محافظتها على تعاليم دينها وقيمها المجتمعية واحترامها لنفسها، لتكون صورة مشرفة عن السعوديات بشكل عام، إنما هو انعكاس حقيقي لمدى إيمان قادتنا بأهمية دور المرأة بالمشاركة في عجلة التقدم والتنمية في مملكتنا العظمى.
وخزة:
كلما صعدت المرأة درجة في العلم والمعرفة زاد رقيها وتواضعها واحترامها لذاتها، أما الفارغات عقليا المهووسات بالمظاهر، فكلما زادت شهرتهن نزلن درجة في الاتجاه العكسي، هؤلاء لا يمثلن المرأة السعودية الحقيقية التي نفتخر بها.