كيف تكون ناضجا؟
كثير من الدراسات العلمية والبحثية اختلفت في تحديد المرحلة العمرية للنضج عند الإنسان، فالبعض منها ربطها بعوامل البيئة والظروف المكانية والمستوى المادي، والبعض ربطها بالوراثة والعامل الجيني، وأخرى بمستوى الذكاء والتحصيل العلمي، وأيا كانت نتائج الدراسات التي بطبيعة الحال ستنقض كل واحدة منها الأخرى في نهاية الأمر، فإن هناك مؤشرات في حياتك، إن حدثت لك، فأنت قد وصلت إلى مرحلة النضج بغض النظر عن أعوامك العمرية، وإليك -عزيزي القارئ- بعض هذه المؤشرات التي تخبرك أنك شخص ناضج!
- قناعتك قناعة تامة بأن نفسك هي الأحق أن تسعدها، وتصنع لحظات يومك الجميلة من أجلها مع عدم شعورك بتأنيب الضمير والأنانية وجلد الذات لأنك تدللها، خصوصا أنه لا يمكن أن تكون شخصا مبهجا وإيجابيا لمن حولك، بينما تشعر في داخلك بأنك منهك وحزين ومستنزف من الآخرين.
- قناعتك أن كثرة الأصدقاء والمعارف والأقارب من حولك ليست شيئا ذا قيمة يدفعك للفخر، إن كانوا في حقيقتهم مجرد قطرات زئبق يهربون في كل اتجاه وقت الأزمات والحاجة إليهم، قناعتك بوجوب غربلة المحيطين بك ستجعلك لا تهتم للراحلين لما رحلوا ولا العابرين لما عبروا ولا الغاضبين لما غضبوا!
- قناعتك أن التعامل مع منغصات الحياة ومشكلاتها يجب أن يكون أكثر حكمة وهدوءا وعقلانية مع وضعها في حجمها الطبيعي، بدلا أن تندب حظك وتقضي ليلك مهموما، وتفضفض لفلان وعلان، وتلعب دور الضحية، و"تخلي اللي ما يشتري يتفرج"!
- قناعتك أن كلام الناس لن يمنع رزقا كتبه الله لك، ولن ينقص عمرا قدره عليك، ولن يشقيك أو يسعدك، فتصل لحظتها إلى حالة من اللامبالاة والهدوء النفسي تجعلك غير عابئ بالقيل والقال، فأنت لن تسلم من كلام الناس على أي حال!
- قناعتك بأن الحوار الحقيقي الراقي لا يعني وجود فائز وخاسر، بل يعني تقبل الآراء المختلفة واحترام أصحابها، لذلك حين لا تستهويك تلك الحوارات والنقاشات التي تبدأ بزوبعة خفيفة، ثم تتحول إلى جدالات عقيمة، ولا تثير كوامن الرغبة بالفوز في داخلك، من بعد ما كان ذلك فيما سبق يشعرك بمتعة لا تضاهيها متعة... فأنت شخص ناضج!
وخزة
حين لا يشغل بالك تقديم التبريرات للآخرين عند كل طالعة ونازلة والتفكير في رضاهم والاهتمام المبالغ بهم على حساب سعادتك وصحتك النفسية، فذلك يدل أنك بلغت قمة مرحلة النضج!