كيف أسوّق مشروعا عقاريا؟
إن من أهم العناصر الأساسية في أي مشروع عقاري هو التسويق وهو الذي يحدد نجاح أو فشل ذلك المشروع، فنجد أن أكبر عبء يتحمله المطور العقاري هو التسويق لمشروعه وتكوين فريق خاص بالتسويق.
إن المطورين العقاريين في الدول الكبرى والمتقدمة لا يتحملون مثل هذا الهاجس فهم يعتمدون على شركات متخصصة في التسويق العقاري والتي تتحمل مهمة التسويق لمشاريعهم وذلك بعد اقتناعهم بأن نجاح تسويق المشاريع العقارية الخاصة بهم يكون أفضل من خلال شركات متخصصة في ذلك والتي تملك الفريق المدرب والخبرة أفضل لهم من تأسيس فريقهم الخاص لتسويق مشاريعهم فهو بكل بساطة يعتبرونه تشتتا في العمل فيفضلون التركيز على التطوير العقاري فقط.
وفي مجتمعنا نجد أن أنجح شركات التطوير العقاري لا تملك إدارة متخصصة في التسويق لمشاريعها إذ إن هذا يعتبر عبئا إضافيا عليها وخارجا عن مجال تخصصها فالفريق الجيد يعتبر مكلفاً على تسويق مشروع واحد أو لفترة محددة هي مدة تسويق ذلك المشروع ففي حال انتهت من تسويق مشروعها سيصبح فريق التسويق عالة عليها مما سيضطرها إلى تسريح موظفي ذلك القسم كما حصل مع بعض شركات التطوير العقاري.يجب على المهتمين في التسويق العقاري أن يكونوا كالمعين الذي لا ينضب من الأفكار والطرق الخارجة عن العادة فإن تسويق مشروع عقاري لا يختلف كثيراً عن تسويق أي منتج استهلاكي آخر فكلاهما ينطبق عليه القواعد العامة للتسويق ومن الخطأ أن نعتقد أن للتسويق العقاري تقاليد خاصة تمنع أي إبداع في عمله بل على العكس فإن التسويق العقاري يستوعب دائماً أي أفكار إبداعية غير تقليدية وعلى الغالب تؤتي تلك الأفكار الخلاقة نجاحاً باهراً في التسويق لمشروع عقاري.
لا يقصد بالإبداع أن يبالغ في التسويق وفي الميزانية المرصودة بل المقصود هو بالخروج عن التقليدية التي وضع التسويق العقاري فيها. فهناك طرق ناجحة تم استحداثها في التسويق العقاري كالاستعانة بنجوم سينمائيين أو بمصممين عالميين وغيرها من الطرق غير التقليدية وكانت النتيجة أكثر من رائعة.
وللعودة للسؤال الرئيسي فإن الجواب عنه لا يكون عاماً ولكن يمكن أن نعممها بعدة طرق وهي: . * تحديد الشريحة المستهدفة من التسويق. * تحديد المزيج التأجيري بناء على الشريحة المستهدفة. * عمل خطة عمل تتضمن زمنا محددا لتنفيذ التسويق ولا تغفل عن توقيت المواسم والإجازات في وضع التوقيت. * تجهيز المطبوعات والمواد التسويقية المناسبة للمشروع. * تجهيز فريق العمل المناسب للتسويق والعمل. * وضع محفزات لفريق التسويق فلا تتخيل عزيزي القارئ مدى فاعليتها على الإنجاز. * عمل خطة مدروسة للحملة الترويجية للإعلان المباشر. * عمل آلية لتقارير الإنجاز فهي تساعدك في اكتشاف الأخطاء في الخطة مبكراً وتجاوزها.
قد تكون تلك الخطوات مختصرة ولكن دائماً أود أن أترك التفاصيل لخيالك المبدع عزيزي القارئ لتضع لمسة فوق العادة على تلك الخطة ولكل مشروع عقاري سمته الخاصة في التفاصيل تحددها معطيات المشروع نفسه فكلما كلفت بمشروع عقاري أحاول أن أعطيه صبغة خاصة به وأحب أن أعطيه جهدا وعملا يليق بحجمه وأختم بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).