الدولار يواجه أسوأ أسبوع في عام ونصف مع تراجع مخاطر الرسوم الجمركية

الدولار يواجه أسوأ أسبوع في عام ونصف مع تراجع مخاطر الرسوم الجمركية

يقترب الدولار الأميركي من ختام أسوأ أسبوع تداول له منذ 18 شهراً، إذ يكافح متداولو العملات وسط كثرة التصريحات حول الرسوم الجمركية من الرئيس دونالد ترمب دون اتخاذ إجراءات فعلية.

انخفض مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار 1.7% منذ إغلاق الجمعة قبل الماضية، في أكبر انخفاض أسبوعي منذ يوليو 2023 عندما أنهى "الاحتياطي الفيدرالي" دورة تشديد السياسة النقدية. واصلت العملة الاحتياطية العالمية تراجعها بوقت متأخر من تداولات أمس الأول بعد أن بدا ترمب أكثر مرونة بشأن فرض الرسوم الجمركية على الصين.

أثارت تهديدات ترمب ضد شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، مثل كندا والمكسيك، حالة اضطراب في الأسواق، لكن حتى الآن لم تصدر أوامر تنفيذية فورية بفرض رسوم جمركية محددة. أصدر ترمب تعليماته لوزارتي الخزانة والتجارة بدراسة العلاقات التجارية الحالية وتقديم النتائج بحلول الأول من أبريل المقبل.

حرية حركة أكثر للمستثمرين
بالنسبة لماثيو هورنباخ، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في بنك "مورغان ستانلي"، كان المستثمرون مترددين في بيع الدولار الأميركي قبل تنصيب ترمب خوفاً أن يختار فرض الرسوم فوراً، لكن حتى الآن أصبح لديهم من المزيد من الحرية للتحرك.

قال هورنباخ أمس على تلفزيون "بلومبرغ": "كلما مر وقت أكثر من الولاية الثانية للرئيس ترمب، أعتقد أن المستثمرين سيشعرون براحة أكبر في التعبير عن آرائهم، وهي أن الدولار مبالغ في قيمته، وأسعار الفائدة مرتفعة، وكلاهما جاهز للدخول في مسار تصحيحي". وتوقع أن يكون خروج مستثمري الدولار الأميركي الذين يراهنون على الصعود في صالح الين الياباني واليورو والجنيه الإسترليني.

تصدّر الجنيه الإسترليني مكاسب مجموعة أقوى 10 عملات مقابل الدولار الأميركي الأسبوع الحالي، مرتفعاً بأكثر من 2.5%، بدعم من بيانات التصنيع والخدمات في المملكة المتحدة التي جاءت أفضل من المتوقع أمس. كما يسير اليورو نحو تسجيل أفضل أسبوع له منذ 2023، إذ ركزت تصريحات ترمب بشأن التجارة منذ توليه المنصب بشكل كبير على الجيران في أميركا الشمالية، كندا والمكسيك، بدلاً من منطقة العملة الموحدة.

يحذر خبراء استراتيجيون من "مورغان ستانلي" من أن المتداولين يبحثون بشكل متزايد عن اللحظة المناسبة لبيع الدولار الأميركي. وتعد توقعات البنك تجاه العملة الأميركية من بين الأكثر تشاؤماً بين الخبراء الاستراتيجيين الذين شملهم استطلاع رأي "بلومبرغ".

فوز ترمب بالانتخابات
زادت رهانات المستثمرين المراهنين على صعود الدولار وقيمة العملة نفسها منذ فوز ترمب بالانتخابات في نوفمبر الماضي. ارتفع مؤشر الدولار بنحو 3% منذ الخامس من نوفمبر الماضي، بينما يحتفظ متداولو عقود المشتقات بما يعادل حوالي 34.6 مليار دولار في مراكز شرائية كبيرة، وفق بيانات لجنة تداول السلع المستقبلية، في أعلى مستوى منذ 2019.

رغم ذلك، قد يجسد التراجع الذي شهده الدولار الأميركي الأسبوع الحالي بدلاً من ذلك تقليصاً في المراكز الشرائية له المفرطة، وبالتالي سيكون قصير الأجل، حسبما كتب محللون عملات في بنك "ميتسوبيشي يو اف جيه فاينانشال غروب"، من بينهم ديريك هالبني ولي هاردمان، في مذكرة للعملاء.

اختتم الاستراتيجيون بالقول: "ما زلنا مقتنعين بأن ترمب سيستخدم الرسوم الجمركية بشكل نشط، وبحلول نهاية الأسبوع المقبل قد تختلف تفسيرات الأسواق المالية للرسوم الجمركية بشكل ملحوظ".

الأكثر قراءة