النفط يرتفع بدعم الطلب لكن مخاطر المعروض تبقي أوضاع السوق متقلبة

النفط يرتفع بدعم الطلب لكن مخاطر المعروض تبقي أوضاع السوق متقلبة

تواصل أسعار النفط تلقي دعم من توقعات الطلب على الخام، المدعومة بحوافز صينية تعزز الاستهلاك، في الوقت الذي ما زالت تضغط فيه التوترات الجيوسياسية على الأسواق وتبقيها متقلبة، وفقا لخبراء في القطاع تحدثوا لـ "الاقتصادية".

وارتفعت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت 0.5% في العقود الآجلة للتسليم في مارس المقبل مسجلة 70.9 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:15 بتوقيت جرينتش اليوم الأربعاء.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.55% في العقود الآجلة تسليم أبريل؛ لكن الأسعار تتجه إلى تسجيل خسارة ربع سنوية مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركاء تجاريين رئيسيين.

وأكدت مجموعة "سي.آي.بي.سي" تسعير النفط بعلاوة مخاطر جيوسياسية ضئيلة مع تجدد التوترات بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى أن "معظم المتداولين يرون أن هذه العلاوات فرص بيع وتهيئة للمخزونات في وقت لاحق من العام وزيادة في مخاطر الاقتصاد الكلي".

المخاطر الجيوسياسية تطل برأسها من جديد

جاء ارتفاع أسعار الخام مدفوعا بعدم الاستقرار الجيوسياسي والتحفيز الاقتصادي الصيني، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" الدكتور إيريك فري، مدير مجموعة "دير ستاندرد " الإعلامية والاقتصادية.

وأعادت أسواق النفط التركيز على هذه المخاطر الجيوسياسية بعد انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتدخل الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، وفقا لما يراه متخصصون في القطاع.

أشار الدكتور إيريك فري أيضا إلى أن الاضطرابات المستمرة في الإمدادات على طرق الشحن الرئيسية وجهود بكين لتعزيز الاستهلاك أعطت دعما للأسعار.

وتعتزم الصين اتخاذ إجراءات لإنعاش الاستهلاك عبر زيادة دخل المواطنين، في إطار خطة جديدة تعزز تعهدات الحكومة الأخيرة بدعم الطلب، في وقت يهدد فيه تصعيد الرسوم الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب آفاق الاقتصاد.

وتبقى صادرات النفط الفنزويلية غير مؤكدة، وفقا لمحللين تحدثوا لـ "الاقتصادية"، إذ تخطط شركة النفط الوطنية الفنزويلية لمواصلة العمليات بعد انتهاء ترخيص شركة شيفرون، ما يؤثر في توقعات العرض.

وتمثل هذه الرسوم الجمركية ضغطا معاكسا يصب في الاتجاه النزولي لأسعار الخام، إذ تحذر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن تلك الرسوم قد تؤدي إلى إبطاء النمو في أمريكا الشمالية، ومن ثم إضعاف الطلب العالمي على الطاقة في الأشهر المقبلة.

تقلبات بين ضغوط العرض والطلب

تشهد أسواق النفط تقلبات مع ضعف السوق على نطاق أوسع والمخاوف بشأن فائض المعروض العالمي من الخام "وهو ما طغى على التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط" وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" فيليب ريتنباخر، مدير تكنولوجيا المعلومات في شركة "فيينا إنرجي".

ويتجه الخام إلى تسجيل خسارة ربع سنوية مع تصاعد حرب التجارة العالمية التي تهدد الطلب، في حين يستعد تحالف "أوبك +" لزيادة الإنتاج من أبريل المقبل، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة.

الخبير المتخصص في شؤون الطاقة أشار في الوقت ذاته إلى تحذيرات وكالة الطاقة الدولية من أن سوق النفط العالمية مهيأة بالفعل لمواجهة فائض في المعروض.

يأتي ذلك بعد موافقة موسكو على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بوقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة مؤقتا، ما قد يؤدّي إلى دخول مزيد من النفط إلى الأسواق العالمية.

وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع ترمب بالحد من الهجمات الروسية على أصول الطاقة الأوكرانية؛ لكنه رفض الموافقة على وقف أوسع لإطلاق النار لمدة 30 يوما كما كانت تأمل الولايات المتحدة.

الأكثر قراءة