عودة انتظرها كل أبناء الوطن

إن عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أرض الوطن، بعد رحلته العلاجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن من الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء، عودة انتظرها كل أبناء الوطن بقلوب عامرة بصادق المحبة لمقامه الكريم لما له في نفوس الجميع من مكانة سامية وتقدير عميق كقائد ظل أبداً حريصاً على تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار لوطننا العزيز.
لقد أولى – حفظه الله – مسيرتنا التنموية بكافة أوجهها، جل اهتمامه ورعايته، وكان المواطن في صدارة عنايته، نلمسها في حرصه على توفير كل أسباب الحياة الكريمة للمواطنين والارتقاء بمستوى معيشتهم.
ويحرص خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، على تواصله مع المواطنين من خلال سياسة الباب المفتوح ولقائه معهم والحوار في الشأن العام. وتعزز ذلك بإنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وكذلك قيامه، حفظه الله، بزيارات لمناطق المملكة وقف فيها عن كثب على أوضاعها واستمع إلى أهاليها وتلمّس الاحتياجات ووجه بتلبيتها. إن تعامله الحصيف حفظه الله مع التطورات السريعة التي يشهدها العالم، وما يمر به من أزمات اقتصادية أبرز مظاهرها ارتفاع الأسعار، وخاصة أسعار المواد الغذائية، تمثل في إقرار العديد من الترتيبات طويلة وقصيرة المدى، لتحقيق الأمن الغذائي للمملكة، وتوفير السلع الغذائية، وتخفيف العبء الذي يتحمله المواطن جراء الارتفاع في أسعار المواد التموينية والسلع والمنتجات الزراعية والحيوانية، وضمان تأمين احتياجات البلاد من السلع الضرورية، إضافة إلى اتخاذ مجموعة متكاملة من السياسات والإجراءات لمكافحة الضغوط التضخمية، حيث تمت زيادة الحد الأعلى لمخصصات معاشات الضمان الاجتماعي للأسرة، ودعم السلع الأساسية، وتحمل الدولة رسوم بعض الخدمات مثل رسوم جوازات السفر ورخص السير ونقل الملكية وتجديد رخص الإقامة للعمالة المنزلية.
وفي حرصه – حفظه الله – على تعزيز التنمية الاجتماعية واستكمال البنية التحتية، وجّه إلى إنفاق فائض إيرادات الموازنة العامة على برامج ومشاريع التنمية الاجتماعية، خصوصاً التعليم والتدريب والصحة والخدمات البلدية ومشروعات المياه والصرف الصحي، والطرق، والإسكان، وتم في هذا الإطار تخصيص تسعة بلايين ريال لتنفيذ برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم العام، وتخصيص سبعة بلايين ريال لتطوير القضاء، كما تم ابتعاث ما يزيد على (100) ألف طالب وطالبة ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث في الخارج. وفي حقل التعليم العالي ارتفع عدد الجامعات إلى (25) جامعة حكومية، منتشرة في جميع مناطق المملكة. هذا إلى جانب قراره – حفظه الله – بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وتنفيذ برنامج تطويري طموح في مجال التعاملات الإلكترونية الحكومية. وشمل اهتمامه تطوير البنية النظامية من خلال سياسة الإصلاح الإداري في كافة الأجهزة الحكومية.
وبفضل التراكم المستمر للمنجزات التنموية أصبح الاقتصاد السعودي أكبر اقتصادات العالم العربي حجماً، وأكثرها حيوية وتطوراً، يضم، على سبيل المثال، أكبر قاعدة صناعية، وأكبر قطاع تجاري، وأكبر سوق مالية بين هذه الدول. وعلى مستوى العالم يصنف الاقتصاد السعودي ضمن أكبر تسعة عشر اقتصاداً عالمياً من حيث الحجم والإمكانات. وما اختيار المملكة عضواً في قمة دول العشرين إلا مؤشر بالغ الدلالة على رفعة مكانة المملكة في منظومة الاقتصاد العالمي. ومن الجدير بالذكر في هذا المجال ما شهدته المملكة خلال سنوات عهده الميمون، فقد وصل حجم الإنفاق التنموي المرصود للقطاعات التنموية في خطة التنمية التاسعة 1431-1435هـ (2010-2014م) نحو (1444,6) مليار ريال، وهو أكبر مبلغ رصد في مسيرة المملكة التنموية، الأمر الذي سيكون له أثر بالغ في تسريع وتيرة التنمية، ونشر ثمارها المتوازنة بين مختلف مناطق المملكة، مما سيكون له انعكاسات مهمة وفعالة في رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة في المجتمع السعودي. نحمد الله، جلّ جلاله، على عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى وطنه ومواطنيه مكللاً بالصحة والعافية، محاطاً بقلوب خافقة بحبه من كل أبناء الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي