تعصب مقيت .. وتنافس مميت
في الوقت الذي يتطور فيه العالم - كل العالم - بسرعات مدهشة مذهلة من حولنا معشر العرب، البعض القليل "جداً جداً" والجيد منا، يُعدُّ يحبو مُجرد حبو خلف العالم الذي بسرعة يتطور، في المقابل الكثيرون منا للخلف "دُر" و"سِر"، ومن يشاهد كيف كان صغار طلاب مدارس البصرة يذهبون لمدارسهم؟ قبل أكثر من نصف قرن؟ وكيف يدرسون الآن؟، ومن يقارن كيف كانت ميادين وجامعات "وكل ما في مصر" من حِراك ثقافي قبل نصف قرن؟ وكيف هي الآن؟ يصاب بإحباط شديد جراء التراجع المخيف.
و"الحبو" جيد مِنا ومقبول نسبياً، ما دمنا في الاتجاه الصحيح على الأقل، لكن بصراحة المخيف أنه وفي بعض المجتمعات الرياضية هُناكَ من امتهنوا تعصباً "رياضياً" مقيتاً جداً، بسوء استخدام وتوظيف بعض وسائل التواصل الاجتماعي الحُرة وبعض برامج الإعلام الهابطة "المُخربَطة المُحبطة"، والوضع التواصلي العام أقل ما يُقال عنه سخيف بل مُخيف.
يا أحبتنا الكرام .. لقد بلغ التعصب الرياضي الداعي إلى الكراهية والتشرذم والبغضاء، مبلغاً "مقيتاً" وألحق أضراراً وخيمة في عقول الشباب السوي المستقيم، وبصورة غير مسبوقة، وهكذا لن نستبعد معها انحطاطاً "أخطر" في كثير من القيم الإسلامية لدى شباب وشابات المجتمع الرياضي، وبالذات الكروي منه، وفي بعض الأخلاقيات الإنسانية الاعتيادية البسيطة جداً في مفاهيمها ومعانيها.
اليوم وكاتب هذه السطور يسطر ويرسل مقالته من على ارتفاع أكثر من عشرة آلاف متر "33000 قدم" ووسط درجة حرارة خارجية تبلغ تحت الصفر "- 55" درجة مئوية، في طائرة إماراتية تحلق بسرعة أكثر من "1111 كم" في الساعة، في نقلة نوعية تواصلية إعلامية حديثة جداً، ليأسف كل الأسف على حال الانفعال التعصبي اليومي الذي يجري من أطياف عدة في إطار تنافسي قاتل، لكل الأخلاقيات التنافسية، ومميت لكل ما هو تبار شريف "نظيف" في عالم كرة القدم تحديداً بين كل الشباب عامةً، والسعودي منهم بالذات.
والعالم يتطور في تقنية وتطوير كل الصناعات والمنافسات، نحن - مع الأسف - نسجل موسماً تلو الآخر.. انحداراً في فكرنا التنافسي، وبشكل لا يبشر بالخير الرياضي في مستقبلنا المنظور على أقل تقدير. هذا ما لم يتدخل أصحاب "الحل والربط" لضبط الأمور.