الخديعة المبوّبة!
يستفيد الآلاف أسبوعياً من خدمات الإعلانات المبوبة في صحف متخصصة تصدر لهذا الغرض، وتتنوع محتوياتها بين خدمات الأفراد والشركات.
ولكن بالرغم من هذه الفائدة الجمّة تظهر الكثير من السلبيات بالتزامن معها، من أهمّها غياب الرقابة المتخصصة على ما يطرح بين غلافيها.
بمجرد التصفح تظهر لنا إعلانات عن خلطات علاجية عجيبة تزعم شفاء الأمراض المختلفة بدون توضيح محتواها أو مصدر صناعتها، فقط أرقام هواتف متعددة يتصل بها الزبون وتصله حتى باب منزله.
فهو حينها لا يخرج من منزله لزيارة الطبيب ولا يحتاج إلى أكثر من مكالمة هاتفية، والفترة الزمنية الفاصلة بين اكتشاف حقيقة هذا العلاج وتأثر مستخدميه كبيرة نسبياً.
في ناحية أخرى تعلن مراكز التجميل عن خدمات للسيدات تتطلب إجراءات أكثر تخصصاً لا تقدمها إلا العيادات المصرّح بها. ومادام الحديث عن التجميل حاضراً تضع بعض الإعلانات وعوداً للزبونات بتغيير أجسادهن بمجرد ابتلاع أقراص معينة، أو استخدام كريمات سحريّة تفعل ما تفعله مشارط الأطباء الجهابذة. وإذا مُنعت الصور من إيصال الفكرة استعيظ عنها بصور الفواكه الصيفية!
هذا على صعيد إعلانات المحال والمراكز التجارية أما تلك التي تختص بالأفراد يكفي أن تبعث بمهنتك ورقم هاتفك ليتم نشره، فمن يتحقق من صحة ما ينشر وكفاءة من يعرض خدماته؟
لا أعترض على هذه الخدمة المجانية المميزة، لكنني أرجو بحقّ أن تتحول إلى نافذة لنقل المفيد فقط. يمكن أن تستخدم لعرض نصائح صحية متعلقة بالأجواء والأمراض المنتشرة، أو تبيان سلوكيات إيجابية تجاه المدن والمرافق.
بعض التقنين والرقابة ستشجع المستهلك والتاجر على تقديم أفضل ما لديهما ومراعاة الأمانة والخوف من الله قبل كل شيء.