بعد مرور 40 سنة .. بحر الهدوء لازال هادئاً !

في الذكرى الأربعين لزيارة "آرمسترونج" للقمر ونصبه العلم الأمريكي في منطقة "بحر الهدوء", ما زال هناك سؤال ينبعث يومياً من شرق العالم إلى غربه قبل أن يحط رحاله في وكالة ناسا للفضاء باحثاً عن إجابة وهو : لماذا لا يزال بحر الهدوء هادئاَ حتى هذه اللحظة ؟!
فمنذ عام 1972م أي قبل نحو 37 عاماً لم يضع أي كائن بشري قدمه على سطح القمربعد الأمريكي هاريسون شميث, حتى باتت نظريات التشكيك في حقيقة هبوط أكثر من 15 مواطنا أمريكيا على سطح القمر بين عامي 1969م و1972م نظريات رائجة على مستوى العالم بعد أن كانت مجرد ردة فعل سوفيتية لم تلق قبولاً واسعاً قبل أربعة عقود من الزمن.
ورغم تعدد تلك النظريات التي تدور في فلك نفي الحدث المهم في تاريخ "ناسا" والذي سُمي لاحقاً بـ"الكذبة التاريخية الكبرى" لم تحاول وكالة الفضاء الأشهر على مستوى العالم أن تتصدى لها عن طريق إرسال رواد فضاء جدد إلى القمر طوال هذه العقود, ولم تحاول أيضاً أن تفند بأساليب علمية تلك النظريات التي تعتمد أغلبها على القوانين الفيزيائية إضافة إلى الأخطاء الفادحة في الصور الملتقطة لآرمسترونج والتي تظهره كأرنب بري يقفز في صحراء قاحلة - رجحت بعض النظريات أنها المنطقة 51 في صحراء ولاية أريزونا- قبل أن يغرس فيها العلم الأمريكي الذي أخذ يرفرف بشدة رغم عدم وجود رياح على سطح القمر وهي إحدى الحجج المستخدمة على نطاق واسع لنفي صحة الحدث.
ولابد أن أشير هنا إلى أن أشهر نظرية طرحتها الصحافة العالمية لنفي صحة حكاية "آرمسترونج" جاءت على صفحات صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية قبل أيام حيث أوردت الصحيفة عشرة أدلة لتفنيد صحة الحدث أولها هو ما أشرت إليه من أن الفيلم المصور للهبوط يظهر رفرفة العلم الأمريكي على سطح القمر رغم انعدام الرياح على سطحه.
كما لم تظهر في الفيلم أي نجوم في السماء, ولم تظهر الحفرة التي نشأت عن هبوط المركبة على تربة القمر, وهذا أمر لايمكن تصديقه فكيف يمكن أن لاتترك مركبة تزن 17 طنا أثراً في الرمال كالذي تركته أقدام رواد الفضاء الأمريكيين مع أن القمر متميز بعدم وجود جاذبية مماثلة لجاذبية الأرض وعدم وجود رطوبة ومع هذا تبدو آثار أقدام رواد الفضاء كما لو كانت في الرمل الرطب.
أضف إلى ذلك أن مغادرة القمر الصناعي أبوللو للقمر لم تصحبه نيران منبعثة من المركبة الفضائية إلى جانب أن الصخور التي يدعي رواد الفضاء الأمريكيون جلبها من القمر مطابقة لصخور جمعت من القارة القطبية.
وقد أكدت الصحيفة أن تسريع فيلم الهبوط يظهر رواد الفضاء وكأنهم يسيرون على سطح الأرض مع أنه من غير المعقول أن ينجو رواد الفضاء من آثار التعرض للإشعاعات المنبعثة من المركبة .
ومع ذلك ما زالت "ناسا" تتوعد المشككين بين فترة وأخرى بطريقة غير مباشرة من خلال تصريحاتها التي تؤكد فيها عزمها على إرسال رحلات مأهولة إلى القمر, رغم أن ذلك إن حدث, لا يمكنه تأكيد أن هناك قدماً وطئت القمر عام 1969م لرجل اسمه "آرمسترونج" .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي