الأرض الجديدة

تعرّفت للمرة الأولى على مصطلح الأويغور في عام 2006 م ، عندما اقتنيت كتاب الأقليات المسلمة في العالم. وهم لمن لم يسمع بهم من قبل أكبر مجموعة مسلمة في الصين إذ يشكلون وحدهم ما نسبته 92 في المائة من سكان الصين حول بحيرة كينغاي - هو (البحيرة الكبرى في الصين ).
منذ الوجود الأول للمسلمين في الصين وهم ذوو أسبقية في التنظيم والحرف والعيش الطيّب، وحافظوا، على الرغم من اختلاف مجموعاتهم الإثنية، على هوية مشتركة تتمثل في الإسلام وتعاليمه السمحة.وعاشوا هكذا عدة سنوات حتى بدأت مكانتهم بالهبوط وحرموا من حريتهم وبدأت سلسلة من مشاهد الاضطهاد الديني، فتارة يمنعون من الحج وإقامة الجوامع وتارة أخرى يضيق الخناق على مشايخهم في تنقلهم بين المناطق الصينية.وبامتداد هذه الفترات قامت عدة ثورات كانت تقمع بعدة وسائل تتفاوت في شدتها ودمويتها، ليتقلص عددهم في مدينة واحدة من 15 مليوناً إلى نحو مليون مسلم! إضافة إلى ذلك نشطت عمليات التنصير من عدة دول وطوائف نصرانية.بالكاد تنفّس المسلمون الصعداء مع الثورة الجمهورية (1911م ) وظهر تضررهم الشديد جرّاء اضطهاد الأباطرة فلم يكن مستواهم التعليمي ولا الاقتصادي معيناً لهم.
فكانت الثورة طوق نجاة لهم – بداية – وتحسنت ظروفهم وتقلدت شريحة كبيرة منهم مناصب عدة في الحكومة كالجيش والتعليم.
في فترة الربيع النسبي تلك أصدر المسلمون عدة صحف وأسسوا معاهد ومراكز ثقافية وهكذا حتى نشبت الحرب الأهلية الصينية بين الكومنتانغ والشيوعيين. وهكذا حصل الانقسام بين المسلمين ممّا جعلهم ضحية سهلة للتشتيت والاختراق !
واستمر الاضطراب حتى بداية التسعينيات والمسلمون في تلك المنطقة ما بين مطرقة الحكومة الصينية وسندان الشيوعيين في الاتحاد السوفياتي.
اليوم تظهر المشكلة على السطح من جديد وبضراوة أكبر، فالصين كدولة قوية تخشى استقلال المسلمين الذين يشكلون شريحة كبيرة من السكان بمنطقة تشتهر بغناها الطبيعي وموقعها الاستراتيجي.
لكنّ التعتيم الإعلامي والاتفاقيات الشكلية التي تبرمها الحكومة الصينية ستحول بين وصول الصورة بوضوح للعالم وستخمد أخبار الأويغور مجدداً!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي