مدن بلا نساء
''تسمية الشوارع'' من حيث المبدأ، تكريم وتوثيق لرموز تاريخية ظاهرة، لا تكاد تخلو منها بلاد، لا في شرق الكون ولا في غربه، يتباين في معظم الحالات إظهار اسم الشارع، وقد تتفق غاية، لكن في بعض المدن يشرح بإيجاز عن الرمز التاريخي فتصبح المعلومة مفيدة تقوم على عدة محاور، مثال على ذلك شارع شارل ديغول (1890 - 1970) أول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة.
فيكون ''الشرح المختصر'' أحياناً ''البديل'' لمن لا حول له ولا معلومة عن الرمز التاريخي! ربما أسماء شوارعنا تحمل بعض التوضيح، وتحمل أسماء رموز نسائية.
أما تسمية الشوارع فيحيرني عدم تسمية شوارعنا بأسماء رموز من نسائنا. مع أن أسماء زوجات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معروفة وبدون كنية، ولكن قومنا يسهرون جرّاها ويختصمون، حيثما كانوا في ذكر اسم أم العيال.. وتكرار الحديث عن أسماء الشوارع برموز نسائية أمر ما منه بدّ، وإليكم أدلة عن دعم خادم الحرمين الشريفين:
أشعل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ثانوية فهدة بنت العاصي الشريم التأهيلية في بوسكورة بالمغرب ليضيف مصباحا إلى قائمة المصابيح التي ما فتئ يوقدها أينما حل وارتحل، ويقدم القدوة الحسنة لناشئتنا بفخره بوالدته واسمها.
أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اسم عمته الأميرة نورة بنت عبد الرحمن على أضخم مؤسسة للتعليم العالي للبنات في العالم في العاصمة السعودية، والروايات تدل على أن الأميرة الراحلة لم تكن بحق امرأة عادية، بل تجاوزت نساء وقتها بما تملكه من أعلى درجات الحكمة ورجاحة العقل وحسن التدبير.
أليس هذا التوجيه يعكس تقدير خادم الحرمين الشريفين لكل نساء الوطن؟ وخصوصا من كان لهن حضور في المجتمع على مختلف الأصعدة ووفق ظروف وطبيعة المجتمع في العقود الماضية والحالية. نحن بحاجة إلى توثيق رموزنا النسائية لتعمل إلى جانب الرجال العظام وتفتخر بهن الأمة وبإنجازاتهن. نربط الحداثة مع الماضي. نتعلم كيف نتفاعل مع رموزنا رجالا ونساء.
نتعلم كيف يستعين رمز تاريخي مثل الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية - رحمه الله - بمشورة أخته، ويعتز بها حين يردد: ''أنا أخو نورة''.