الحادي بادي ؟!

هل حصل وأن وقعت المرأة في حيرة (الحادي بادي) بين من تختار من الرجال ليكون زوج المستقبل؟ التردد في القرار بين من يستحق المجالسة والمؤانسة والألفة بقية حياتها من دون الرجال ؟ استفسار خطر بذهني وأنا أحاول جادّة تحديد مواصفات الرجل المثالي (الرجل السعودي بالذات)، الذي تبغيه الفتيات .. أو تنتظره العانسات.. أو ترجو أستبداله (الخالعات).. أو تتمناه افتراضياً الراجيات لرحمة الله.

الحب شعور تلقائي يغزو القلب من تلقاء نفسه.. بدون استدعاء.. وبدون أن نرسل له التماساً (كما يقول مصطفى محمود)، إلا أنه في عين المرأة (العظيمة) تصغر الأمورالعظام بالتفاؤل، لذلك تظل تبحث عن الإبرة في كومة قش هزيل (يملأ مجتمعنا) قابل للتبديل والتأجيل . بحث الأنثى الأزلي يتمثل في التواصل الروحي مع رجل يحمل عاطفة، متغاضية في الأغلب عن الصفات المادية أوالجسمانية. هي تبحث عن ذاك الذي ينظر في عينيها ليسبر أعماق الروح متفهماً دون أن يتهمها بالسخف والسطحية ، لذلك لا نستغرب أحياناً رؤية إناث في غاية الجمال يتزوجن برجال ليس فيهم ذرة الوسامة ! فليس "كل رجّال رجّال .. والمرجلة ليست جسداً فقط وشوارب" !

ولأن هذا الموضوع يثير شجوني دوماً ، أجدني في هذا المقال أسلط الضوء على المواصفات التي يجدر بكل أنثى أن تقدّر وجودها في شريك الحياة وأن (تحمد الله) الكريم على توفرها فيه. أولها ما يسمونه بالاعتمادية المتبادلة Mutual Independency ويقصد بها مدى تأثير كل طرف على مشاعر ومعتقدات وسلوك الطرف الآخر، فإن كان الشريك يؤثر ويتأثر ولو بنسبة 10% فحياتكِ مازالت بخير. أما إن كان لديه حرص مستمر على تذكر المناسبات السعيدة كيوم الزواج أو يوم ميلادك أو أول مرّة خرجتم فيها للعشاء سوياً ، فمازالت علاقتكما بخير. أما الصفة الثالثة فهي أن لا يأخذ وجودك في حياته كأمر مفروغ منه ، بل يعبّر لك عن الحب والتقدير لوجودك في حياته ، ساعتها إعتبري نفسكِ محظوظة بهذا النوع من الرجال . أما إن كان يتمتع بأفضل الصفات التي تتمناها كل النساء، وهي النزاهة والاستقامة والاخلاص وسخاء اليدّ (وما أندرهم بين ظهرانينا)! فيا بختك وياسعدك !
أيتها الأنثى... تمني وكوني وأرتجي ... وقرّي عيناً إن ضبطته ينظر في عينيك لأنه يعبر عن محبته لكِ بطريقته الخاصّة ، وإن تركك تتصفحين جواله الخاص فليس عنده أحدٌ غيركِ في حياته ، أما إن سمعتيه في صلاة آخر الليل "يقسم الدعاء بينكِ وبينه"، فقد أسبغ الله عليكِ بأعظم النعم وخصّك من دون البشر بمخلوق نادر الفصيلة.

أمنيتي (في يوم ما) أن يصطف الرجال طابوراً ينتظرون الإشارة ... فتحتار كل أنثى في صفات من تختاره،دون تنازلات ومسيار ومسفار ومبعاث!؟ أمنيتي أن تمارس الأنثى حق (الحادي بادي) حتى على كبر ! فهي تريد "الرجل الناصح غير المعاقب، والواثق غير المراقب ، تريد الرجل الذي يكون سنداً لها وليس وبالاً عليها" ! أما إن إبتلى الله المرأة برجلٍ لا تتحقق فيه 5 % من الصفات السابقة (لا جسمانية ولا سلوكية) فلتنظر في إيجابيات البلاء ، ولتعاون من تحب على تنمية السمات الإيجابية (هذا إن أحبّت) .. فكل ما قدّر الله محمود. والحياة الزوجية ليست غصباً وترهيباً.. فإما عشرةُ بمعروف أو (ردّي عليه حديقته) ..وكفاك الله شرّ (الحادي بادي)!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي