زوجة واحدة.. لا تكفي!
هناك توجه جديد في المجتمع السعودي علينا أن ننتبه له جيداً!
المسألة باختصار أن دلائل مجتمعية تشير إلى ارتفاع نسبة متعددي الزواج، وارتباط هذا مباشرة بانخفاض عدد حالات الطلاق خلال عام 2012م. ومن هذا، يمكن لك أن تفترض أموراً لم تعد تحتمل المواربة بعد الآن. فهل كان الرجل السعودي بحاجة لزوجة ثانية حتى يغض الطرف عن مشاكله مع الأولى، ويبقيها؟ أم تراه الوجه الآخر من المسألة؟ بمعنى: هل انشغل الرجل السعودي بالزوجة الجديدة، فتغاضت الزوجة الأولى عن سلبيات زوجها المعتادة، وتوقفت عن المطالبة بالطلاق؟
الآن سأسوق لكم الفرضية الأثقل عبئاً، والتي تقول: الزوجة الثانية في السعودية أصبحت غير متطلبة، وتوافق بسهولة على عريس متزوج ولديه نصف درزن من الأطفال! وهذا هو ما ساعد على انتشار الظاهرة من جديد، بعد معاناة دامت على مدى العقود القليلة الماضية في المجتمعات المدنية الكبرى في المملكة، حيث ازدادت معدلات المتعلمات في النسيج الاجتماعي، ووقف الكثير منهن ضد التعدد وأسهمن مباشرة في رفع الوعي المضاد للقبول به اجتماعياً.
الفرضية الأخرى تقول، ازدياد عدد الموظفات أسهم مباشرة في تقليل الأعباء المادية على راغبي التعدد، وبذلك ازدادت مساحة الرغبة لدى الرجل لعلمه أنه لن يكون وحده المسؤول مادياً عن متطلبات الزوجة الجديدة! فهي موظفة، وتتقاضى راتباً يكفل توفير مسكن، ودفع راتب سائق، بالإضافة إلى إتاحة فرصة للتعامل مع العريس كضيف يحتفى به، أو زائر ''زار.. وخفـّف''!!
ربما لن يتسع المجال هنا لسرد المزيد من الفرضيات الساعية للتساؤل عن سبب ازدياد معدلات التعدد في السنوات الأخيرة، وإسهام هذا مباشرة في خفض معدلات الطلاق، التي وصلت إلى نسب مفزعة في المدن السعودية الكبرى.
لكن من المهم حتما الاعتراف بعودة الحضور القوي للتعدّد! يأتي هذا ضمن ظاهرة تعاكس كل فرضية أخرى اقترنت بالتعليم، الوعي، والإدراك.. إلى ما هنالك من مفاهيم عائمة حاولت وسائل الإعلام طويلاً التأكيد على إسهامها في تقليل نسبة حالات تعدد الزوجات. الواقع اليوم مختلف، والتعدد يلعب دوراً يمكن التجاوز ووصفه بالإيجابي! وكثير ممن يقرؤون هذه السطور يعرفون أو يعرفن حالة أو اثنتين ممن خاضوا التعدد، وبعضهم بمباركة من الزوجة الأولى، تخيّلوا!
ما أعلمه أنا على أقل تقدير، هو أن المرأة أصبحت أكثر ميلاً للانطلاق حتى في مساحة بحجم منزلها، وأعلم أن ابتعاد أزواج من نوع محدد، وانشغالهم بأي شيء آخر، كفيل بترك مساحة أرحب للمرأة للاقتراب من أهلها، وأبنائها، وأوراقها، وقبل كل شيء ذاتها وآمالها المؤجلة!
انتهت المساحة المخصصة لي، باقي المساحة هي للكثيرين منكم ممن سيكون لهم آراء مختلفة حول هذا!