يا هلا بالطَّشّ والرّشّ
كثيراً ما نسمعهم يقولون: يا هلا بالطَّش والرَّش ... عند الترحيب والمدح والفرح بلقاء شخص، ويظنُّ كثيرون أنَّ هاتين الكلمتين عاميَّتان، وليستا كذلك، بل هما عربيَّتان صحيحتان كما في المعاجم اللغويَّة، وهما متلازمتان في الاستعمال اللغويّ - فـ (الطَّشّ) كما في المعاجم: المطر، و(الرّشّ): أوَّل المطر ويكون خفيفاً، وهما في الأصلّ اسما صوت لبدء نزول المطر - فهكذا يكون صوت المطر عند نزوله على الأرض، ثم استعملوا الكلمتين للترحيب بالشخص مجازاً، أو للفرح بقدومه؛ لأنَّ الناس يفرحون بالمطر ويتفاءلون بنزوله فصاروا يستعملونهما للترحيب مجازاً أو تشبيهاً لمن يحبونه بالمطر الذي هو الطش والرش الحقيقيَّان، جاء في الوسيط: «(طَشَّت) السماء طَشًّا وطَشِيشاً: أمطرت مطراً ضعيفاً ... و(الطّشَاشُ) من المطر: الرَّشَاش وهو دون الوابل وفوق الرّذَاذ ... و(الطَّشُ): الطَّشَاش والطَّشِيشُ: الطَّشَاش من المطر ... و»رَشَّت السماء رَشًّا: أمطرت، أو جاءت بالرَّشّ ... والرّشّ: الرّشاش، والمطر الخفيف وجمعه رِشاش».
إذنْ، فهناك علاقة بين بدء نزول المطر الذي هو الطشّ والرشّ وما يصحب ذلك من الفرح والترحيب به بالترحيب والفرح بقدوم شخصٍ عزيز.