أهمية التوعية المالية للطفل

في عام 2006 كتبت سلسلة من مقالين عن أهمية التعليم والتوعية المالية للطفل وشرحت الأساليب الحديثة التي تساعد على هذا ومنها الحديث أمامه عن الشؤون المالية للمنزل وإشراكه في شراء الحاجيات المنزلية والنقاش معه في مستقبله وخياراته.
تغيرت الوسائل والأساليب المتاحة كثيرا منذ ذلك التاريخ وتطور تناول التقنية في المنزل بين الأبناء فأصبح ابن الرابعة يجيد تصفح الإنترنت وتطبيقاته واستخدام الألواح والهواتف الذكية والألعاب وغيرها. مع كل هذه التطورات أين يضعنا هذا من مسؤوليتنا تجاه التنشئة الفكرية والتوعية المطلوبة؟
فيما يلي تصوراتي للجيل القادم فيما يتعلق بمستقبله المالي:
- ارتفاع معدل الذكاء التقني والمهني للطفل.
- تكيف الأبناء مع التطورات السريعة في المحتوى الذي يتلقاه إعلاميا وفي المدرسة.
- التغير الشامل في القطاعات والمسارات المهنية، وسيقل إقبال الأبناء على الخيارات التقليدية.
- سيقل الإقبال على التعليم العالي التقليدي ويزداد على المشاريع الحرة والواعدة.
- سيبدأ الأبناء في بناء مستقبل مالي منذ سن مبكرة دون الانتظار للتخرج ثم الوظيفة.
- سيزداد الاهتمام بالاستثمار في الأسواق المالية وتداول الأسهم كوسيلة للكسب وبناء المدخرات.
- سترتفع تكلفة تنشئة الطفل لرفع قدرته التنافسية أكاديميا ومهنيا. ووفقا لبعض الإحصاءات الأمريكية فإن متوسط تنشئة وتربية الطفل حتى سن 18 نحو 250 ألف دولار أو ما يعادل 750 ألف ريال. وفي مقالي في "الاقتصادية" بعنوان "كم يكلفك طفلك" بتاريخ 17 كانون الأول (ديسمبر) 2014 قدّرت تكلفة تنشئة الطفل حتى التخرج من الثانوية ستكون في حدود 300 ألف ريال "وضعت أرقاما افتراضية مع العلم بأن التكلفة تتفاوت بحسب رغبة الأسرة في تصور مستقبل أبنائها".
وقد بنيت تصوراتي على عدة مشاهدات منها حوارات مستمرة مع الجيل الصاعد في المرحلتين المدرسية والجامعية وكذلك من تفاعل بناتي ثلاث في سن الطفولة مع التقنية وتصوراتهن للمستقبل، وأيضا من رسائل المتابعين لحساب "نصيحة ريم". أغلب هذه الرسائل يأتي من شباب وفتيات في مرحلة الجامعة ومقتبل الحياة الوظيفية، وتتفاوت التساؤلات بين كيفية التصرف في المدخرات "البسيطة غالبا" وكيفية شراء الأسهم وكيفية تمويل فكرة مشروع. وهذه التساؤلات تؤكد النقص الكبير في مستوى المعرفة المالية عند الأجيال الشابة ونقص المحتوى المقدم باللغة العربية لسد هذه الفجوة.
وعندما أطلقت برنامج "نصيحة ريم" بنيت التصور على النقص الحاد في الوعي المالي لشريحة الموظفات وصاحبات الأعمال لكنني وجدت أن الفجوة كبيرة أيضا على مستوى الشباب فعممت الفكرة التي تركز على ثلاث مراحل رئيسة في حياة الإنسان: مرحلة البناء ووسيلة الادخار، مرحلة التنمية ووسيلة الاستثمار ومرحلة الجني ووسيلة التخطيط للتقاعد.
خلاصة الموضوع هي أن المتغيرات التقنية أحدثت نقلات نوعية إلى الأمام وساهمت في تغيير الفكر المستقبلي وبالتالي المهني والاقتصادي لأجيال المستقبل وتبعا لهذه المؤثرات سيشهد الاقتصاد تغيرات جذرية في قطاعات الخدمات والتعليم والعمل بشكل لا يحتمل التلكؤ في تهيئة البيئة المناسبة لمصلحة الأجيال القادمة.
والله الموفق

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي