تساؤلات المستثمر في الصناديق
- "مرحبا عندي حساب استثماري، بالله شوفوا لي كم صارت قيمة الصندوق؟".
- "ما أفضل أسهم للشراء الآن؟".
هذه عينة من الأسئلة الأكثر شيوعا والتي ترد إلى أي مسؤول استثمار في شركة إدارة الأصول والتي يتلقاها بشكل يومي إما عن طريق الهاتف أو الإيميل أو بزيارة العميل.
وعادة ما تتوالى سلسلة من الأسئلة الملحة غير الصحيحة. هي أسئلة ملحة لأن وراءها قلقا وخوفا من مخاطر الخسارة، وهي أيضا أسئلة غير صحيحة لأن منهجية الاستثمار فيها غير صحيحة.
"طيب ليش نزل؟ لسه دوبي فاتح الشاشة أول أمس وكانت الأسعار طيبة"، فأجيب "هذا هو حال السوق يوم طالع ويوم نازل"، فيرد الصوت "أجل ما فائدة الاستثمار في الصناديق؟ خلينا في الأسهم وخلاص".
ورغم رحلتي في هذه المهنة لأكثر من 12 سنة لم يكد يمر يوم دون اتصال من هذا النوع، ولكي يفهم القارئ الكريم سأعود للوراء قليلا.
يقوم المستثمر عادة بفتح حساب استثماري كخطوة أولى في عملية الاستثمار سواء في الأسهم أو الصناديق أو أي أصول مالية أخرى. ومن خلال رقم الحساب يمكنه مراجعة شركة الاستثمار لمعرفة قيمة الأصول المستثمرة والتي تم شراؤها بعد أن يشرح له الموظف المرخص "من هيئة السوق المالية" التفاصيل الخاصة بالصندوق. بعد فترة تراوح من يوم إلى ربما سنوات، يقوم المستثمر بالتواصل مع شركة الاستثمار للاستفسار عن قيمة استثماره، ولو كان الاستثمار مربحا "حتى تلك اللحظة"، تجد البسمة والصوت المرح ويظهر المستثمر علامات الرضى بشكل أو بآخر. أما عند الخسارة فالسلوك يتفاوت من مستثمر لآخر، فالبعض ترتسم على وجهه علامات التركيز الشديد وكأنه سمع للتو علامة رسوبه في الاختبار، أو يقوم بتمتمة بعض العبارات مثل "لا حول ولا قوة إلا بالله"، أو كالتي جاءت في الفقرة السابقة، أو "في أحيان قليلة" يبدأ باتهام الموظف بالتقصير وأن البنك "ما زالت الغالبية لا تفرق لفظا بين البنك وشركة الاستثمار" هو المسؤول عن الخسارة وبعضهم "حسب حجم الخسارة" يهدد برفع شكوى لمؤسسة النقد "رغم أنها ليست الجهة المشرعة في أسواق المال".
قانونا المسؤولية ومخاطر الخسارة يتحملها العميل وهنا يمكن موضع الخلاف الرئيس، ففي حال الخسارة عادة ما يشكو العميل من عدم استيعابه لحجم المخاطر وأن الموظف لم يقم بالشرح الوافي.
من المهم أن يعي المستثمر أن الاستثمار في السوق يتضمن مخاطر عديدة وأن الصندوق الاستثماري يستثمر في قطاع أو بلد أو أصول معينة حتما سيكون معرضا لمخاطر هذه الأصول. ثانيا: عادة لا يقوم المستثمر بقراءة النشرة الاستثمارية الخاصة بالصندوق لأنها تكون إما طويلة وإما مكتوبة بصيغة قانونية غير محببة وبالتالي يصاب بالملل قبل إكمال الفقرة الأولى "أغلب النشرات تحوي أكثر من 20 فقرة".
ثالثا: أغلب الاستثمارات في الأصول العالية المخاطر "مثل الأسهم والسندات" تتطلب زمنا استثماريا طويلا من سنتين فأكثر كي تؤتي ثمارها. رابعا: على المستثمر أن يضع خطة استثمارية زمنية لما ينوي القيام به ولا يتراجع عنها إلا باستشارة أهل الاختصاص لأن الخروج والدخول المتوالي يعرضه للخسارة أكثر من الربح. خامسا: من المريح أن يقوم المستثمر بالدخول لحسابه الاستثماري إلكترونيا أو من الجوال فهذا يوفر عليه المشوار وطلب الموظف والتذمر من عدم الرد. وأخيرا أتمنى أن يقوم كل شخص ينوي الاستثمار هدفا من هذا الاستثمار مثل تنمية رأس المال أو الدخل المنتظم أو المضاربة، حيث يترتب على الهدف جميع الخطوات التالية. وبالتوفيق.