القياديون واتجاهات عالم الأعمال «2 من 2»
قد نعزو التحول في شخصية جون إلى ظله الذي أصبح يسيطر على شخصيته. فعلى الرغم من مزاعمه، ربما كان منجذبا لحياة المشاهير والأغنياء - مصدر تلك الثروة الملعونة. ولكن ما الألاعيب النفسية التي استخدمها جون ليتعايش مع نفسه؟ وما آليات الدفاع التي أعطته تلك الراحة النفسية؟
البشر ليسوا عقلانيين، فعندما لا يوافق ضميرنا على بعض الأفعال، نجد أعذارا لجعلها مقبولة. فمن خلال التبرير نحاول إعطاء أعذار للسلوكيات أو المشاعر محط الخلاف، كوسيلة لتفادي التفسير الحقيقي. يساعدنا ذلك في الحفاظ على احترامنا لذاتنا، أو تجنب الشعور بالذنب حيال شيء نعرف في أعماقنا أنه خطأ.
التقسيم هو آلية دفاع أخرى نتبناها عندما يطغى الظل الذاتي على أفعالنا. فعندما لا نستطيع التعامل عاطفيا مع قضايا معينة، نضعها في حجرات، ومن ثم نخزنها في زاوية مظلمة في عقلنا. من شأن ذلك تخفيف الشعور بعدم الراحة والقلق، الذي يتسبب فيه وجود قيم ومعتقدات ومشاعر متضاربة في داخلنا.
كمثال على هذه الألعاب العقلية، التنفيذي الذي يتحرش بموظفاته لكنه يتصرف كأب حنون ومحب لبناته. أو عضو مجلس الشيوخ الذي يدعي امتلاكه معايير أخلاقية عالية، بينما يدافع عن رئيسه الكاذب والفاسق. هنا تأتي آلية التقسيم وسيلة للتعامل مع مشكلاتهم.
مع الأسف، ممكن أن يؤدي الجانب المظلم لتلك الآليات الدفاعية إلى تحطيم الذات. وبالنتيجة يسيطر ظلنا علينا. وعلى الرغم من أن حياتنا تبدو متجانسة، لكنها غير متزامنة. قد يتجلى هذا الاختلال النفسي في علاقات شخصية مضطربة، وقلق "ربما كوابيس"، واكتئاب وأشكال أخرى من الاضطراب العقلي.
يتعين على قياديين مثل جون أن يتذكروا أن البنية الشخصية الكاملة ضرورية للصحة العقلية. ولتفادي الآثار السلبية للظل الذاتي، يجب أن نتقبل وندمج خصائصه في بنيتنا الشخصية بشكل عام. يبدأ ذلك بالاعتراف بالسلوك غير السوي.
يجب أن نحاول إدراك المحفزات الخارجية التي تجعلنا نلجأ إلى آليات التبرير والتقسيم. فبمجرد تحديد تلك المحفزات بشكل واضح علينا تفاديها. وينبغي أيضا أن نتقبل حقيقة أننا جميعا لدينا مخاوف وشعور بعدم الأمان يتحكم في سلوكنا. الخطوة التالية تكون بالعمل على التغلب عليها.
في نهاية المطاف، يتمثل التحدي الحقيقي في التوقف عن خداع أنفسنا. ففي الحقيقة، قياديون أمثال جون سيستفيدون من علاقاتهم العائلية، وعلاقتهم بأصدقائهم وغيرهم ممن يمكنهم التحدث إليهم "بما في ذلك إيجاد مرشد". وإن فشلوا في ذلك ستتدمر قدرتهم على القيادة بشكل دائم.
للحفاظ على الصحة العقلية، تذكر كلمات غاندي: "السعادة هي أن يكون ما تفكر فيه، وما تقوله، وما تفعله، منسجما".