البحث عن أصول كوفيد - 19 ومنع جائحات المستقبل «3 من 3»
حتى يومنا هذا، لم تكن السلطات الأمريكية ولا الصينية صريحة بالقدر الكافي لتمكين الباحثين من تعزيز فهمنا لأصل SARS-CoV-2. أعلنت المعاهد الوطنية للصحة أخيرا، أنها لم تدعم أبحاث اكتساب الوظيفة التي ربما أدت إلى اندلاع جائحة كوفيد - 19، قائلة، إنها “لم توافق قـط على أي منحة كانت لتدعم أبحاث اكتساب الوظيفة على فيروسات كورونا، التي من شأنها أن تزيد قابليتها للانتقال أو قدرتها على الفتك بالبشر”.
من المؤسف أن المعاهد الوطنية للصحة لم تكشف بعد عن البحث الفعلي الذي مولته ودعمته. من المعلومات الشائعة في المجتمع العلمي الأمريكي، أن المعاهد الوطنية للصحة دعمت بالفعل أبحاث إعادة التوليف الجيني على فيروسات شبيهة بفيروس سارس، التي يصفها عديد من الباحثين باسم أبحاث اكتساب الوظيفة محل الاهتمام. وتشير الأدبيات العلمية التي روجعت من قـبـل نظراء إلى نتائج مثل هذه الأبحاث الجينية التي دعمتها المعاهد الوطنية للصحة على فيروسات شبيهة بفيروس سارس. لكن عملية مراجعة السلامة البيولوجية لدراسات أبحاث اكتساب الوظيفة محل الاهتمام المحتملة تتسم بالغموض، فلا تكشف لعامة الناس عن أسماء ومؤهلات الأفراد المشاركين في عملية المراجعة، ولا جوهر المناقشات، ولا حتى المحققين أو المشاريع قيد المراجعة.
على وجه أكثر تحديدا، من الواضح أن المعاهد الوطنية للصحة شاركت في تمويل أبحاث في معهد ووهان للعلوم الفيروسية، التي تستحق التدقيق تحت فرضية إطلاق الفيروس في سياق أبحاث مختبرية. وتضمنت هذه الأبحاث جمع فيروسات شبيهة بفيروس سارس من المحتمل أن تكون خطرة، وإجراء تجارب العدوى على هذه الفيروسات، ما أسفر عن النشر الخاضع لمراجعة الأقران للنتائج. تصف منحة حديثة من المعاهد الوطنية للصحة للمشاركة في تمويل العمل في معهد ووهان للعلوم الفيروسية الهدف واحد والهدف ثلاثة من المشروع البحثي كالتالي “مقتبس من المختصر”:
“الهدف واحد. وصف تنوع وتوزع مخاطر الانتشار العالية لفيروسات SARS-CoV في الخفافيش في جنوب الصين. سنستخدم تحليلات منحنى الاكتشاف الجغرافي والفيروسي لاستهداف جمع عينات إضافية من الخفافيش والفحص الجزيئي لفيروسات كورونا لملء الفجوات في عيناتنا السابقة، وتقديم توصيف كامل لتنوع SARSr-CoV في جنوب الصين. وسنقوم بوضع تسلسل لمجالات ربط المستقبلات spike proteins لتحديد الفيروسات التي تمتلك أعلى احتمالية للانتشار، والتي سنضمنها في تحقيقاتنا التجريبية (الهدف ثلاثة)”.
“الهدف ثلاثة. تقديم توصيف مختبري وفي الجسم الحي لمخاطر انتشار SARSr-CoV، مقترنا بالتحليلات المكانية وتحليلات تطور السلالات لتحديد المناطق والفيروسات التي تشكل خطرا على الصحة العامة. وسنستخدم بيانات تسلسل بروتينات سبايك، وتكنولوجيا الاستنساخ الـمـعـدي، وفي تجارب العدوى في المختبر وفي الجسم الحي وتحليل ربط المستقبلات لاختبار الفرضية القائلة، إن عتبات الاختلاف في تسلسل بروتينات سبايك تتنبأ بإمكانية الانتشار”.
“يتضمن الهدف اثنان مراقبة السكان المعرضين لمخاطر مرتفعة والذين يتعاملون مع الخفافيش”.
من الواضح أيضا أن الباحثين الصينيين والأمريكيين الذين دعمتهم المعاهد الوطنية للصحة لديهم كثير من المعلومات التي يمكنهم مشاركتها حول طبيعة هذا العمل. ويشمل هذا سجلات الرحلات إلى الموائل الطبيعية، حيث يعيش خفافيش حدوة الفرس وغيرها من السياقات لجمع عينات من الفيروسات الشبيهة بفيروس سارس، احتياطات السلامة التي اتخذوها أو لم يتخذوها أثناء مثل هذه الزيارات، ومستودع العينات الفيروسية، والفيروسات الحية، والتسلسلات الجينية، وغير ذلك من المعلومات الجينية ذات الصـلة. كما يشمل السجلات المختبرية للتجارب على الفيروسات الشبيهة بفيروس سارس، بما في ذلك سجل الفيروسات التخيلية التي جرى إنتاجها، واختبارها، واستزراعها في المختبر، واحتياطات السلامة التي اتخذت أو لم تتخذ أثناء مثل هذه الأبحاث، وبيانات أخرى متعلقة بالمختبر، وحساب كامل للعدوى المحتملة بين العاملين في معهد ووهان للعلوم الفيروسية.
صـرح كبار الباحثين في مشاريع معهد ووهان للعلوم الفيروسية بشكل قاطع بأنهم لم يبحثوا في فيروسات شبيهة بفيروس SARS-CoV-2. مع ذلك، يجب أن تفـتح جميع دفاتر المختبر وغير ذلك من المعلومات ذات الصلة بواسطة الباحثين الصينيين والأمريكيين العاملين على هذا المشروع للتدقيق التفصيلي من قـبـل خبراء مستقلين.
خاص بـ “الاقتصادية”
بروجيكت سنديكيت، 2021