تقنيات وطنية ابتكارية واعدة

تُعد الابتكارات الوطنية حجر الزاوية لدعم وتطوير المجتمعات، حيث تعمل على تعزيز الاقتصاد وتحقيق النمو الاجتماعي، وفي السعودية، تعد الابتكارات جزءًا أساسيًا من رؤية 2030، التي تهدف إلى تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام. ولذا نجد أن هناك استثمارات ومبادرات في مجالات متنوعة لتحقيقها، بما في ذلك التكنولوجيا والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والتعليم والصناعات الدفاعية والأمن السيبراني وغيرها. وفي هذا المقال، سأستعرض بعض الابتكارات الوطنية الواعدة مع تسليط الضوء على قصص نجاح ملهمة تعكس التوجه الجديد والطموحات المستقبلية.

تُعد السعودية نموذجًا يحتذى به في مجال الابتكار والريادة من خلال إستراتيجيتها ومبادراتها في هذا المجال، فنجد مثلاً، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كمؤسسة حكومية تهدف إلى دعم الأبحاث والابتكار وتعمل على تطوير عديد من التقنيات المتطورة في مجالات متعددة مثل الاتصالات والتقنية الحيوية والطيران والفضاء والطاقة وغيرها، وقدمت عديدا من الابتكارات التقنية والتكنولوجية الوطنية التي أسهمت في تعزيز الصناعة الوطنية، على سبيل المثال، تطوير حلول للطاقة البديلة من خلال إنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية، ما يساعد على تعزيز الاستدامة. كما يشكل مركز الملك سلمان للطاقة المتجددة أحد أبرز المبادرات التي تهدف إلى تقنين استعمال الطاقة المتجددة وتركز على الأبحاث والتطوير في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وهناك عديد من الابتكارات الوطنية الرائدة، على سبيل المثال لا الحصر، تطبيق "أبشر" الذي يعد من أهم الابتكارات الرقمية في السعودية، حيث تم تطويره لتقديم خدمات حكومية إلكترونية للمواطنين والمقيمين ويتيح لهم الوصول إلى مجموعة واسعة جداً من الخدمات الحكومية وبشكل سريع وفعّال، وقد أسهم هذا الابتكار في تحسين تجربة المستخدمين وساعد على توفير كثير من الوقت والجهد من خلال إتاحة تقديم خدماته عبر الهواتف الذكية أيضاً، وبشكل أكثر دقة وكفاءة وأمان.

تتقدم السعودية نحو تحقيق الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء "مركز الذكاء الاصطناعي" كجزء من التوجه لتحسين استخدام تكنولوجيا المعلومات، وتهدف تطبيقاته إلى المساهمة في تطوير مجالات عدة مثل الصحة، والنقل، والتجارة والاستثمار، فعلى سبيل المثال يتم استخدام تقنياته لتحليل البيانات الطبية، ما يسهم في تحسين التشخيص الطبي ورفع الكفاءة في تقديم الرعاية الصحية.

ومن الابتكارات الوطنية الواعدة أيضاً، نظام "صحتي" لتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية عبر الإنترنت، ويتضمن مجموعة من الخدمات الإلكترونية، ما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية ويُعزز من وعي المجتمع الصحي.

ويعد مشروع "نيوم" أحد أبرز المبادرات الوطنية التي تهدف إلى بناء مدينة مستقبلية تستند إلى التكنولوجيا الحديثة والطاقة المتجددة، يمتد المشروع على مساحة 26,500 كيلومتر مربع، ويجمع بين الابتكارات والاستدامة، بهدف تحقيق جودة نمط حياة متوازن من خلال تطوير بيئة معيشية تتناغم مع الطبيعة باستخدام أحدث الابتكارات والأساليب التقنية في كل جوانب الحياة اليومية.

وهناك الابتكارات التعليمية الرائدة مثل "منصة "مدرستي" التي جعلت من التعليم عن بُعد ممكنًا وسهلاً وكان لها الأثر الكبير في تعزيز التعلم الذاتي والتشجيع على استغلال التقنيات الحديثة لتطوير المهارات التعليمية ودعمها وتيسيرها من خلال ما توفره من أدوات تفاعلية سواء للطلاب أو المعلمين، ما ساعد على تحقيق استمراريتها بجودة عالية. ولا شك أن مستقبل الابتكار في السعودية ملهم وواعد، والمحرك الأساسي لذلك هو القواعد الصلبة التي يتم بناؤها اليوم لتحقيق مستقبل تنموي مستدام غدًا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي