ماذا يعني اختراق تاسي للقناة السعرية؟

تعد القنوات السعرية من أشهر النماذج الفنية التي تتكون على الشركات ومؤشرات الأسواق، وهي تأتي بنوعين صاعد أو هابط، وتسير فيها الأسعار خلال فترة معينة باتجاه محصور بما يشبه القناة، وعند اختراق أحد ضلعي القناة تحتسب المسافة بين الضلعين، ويكون المستهدف القادم بالمسافة نفسها إما إلى أعلى أو إلى أسفل حسب نوع الاختراق، وعند النظر لشارت المؤشر العام للسوق السعودية يتضح أن حركة المؤشر كانت تتداول ضمن قناة هابطة منذ شهر سبتمبر الماضي، نحو 4 أشهر، وخلال الأسبوع الجاري تم اختراق الضلع العلوي للقناة (سقف القناة) عند 12150 نقطة، وبذلك وبناء على المسافة السابقة داخل القناة السعرية بين 11580 و12200 التي تمثل نحو 600 نقطة، نجد أن المؤشر العام بعد اختراقه لسقف القناة عند 12150 يستهدف منطقة ما بين 12600-12800 حيث الأخيرة تعد السقف الجديد للقناة السعرية المماثلة، حيث إن نموذج القنوات السعرية يتكرر عادة بالشكل نفسه عند الاختراق، وتكون هناك متغيرات رقمية وسعرية جديدة.

ولكن رغم اختراق النماذج الفنية بشكل إيجابي عادة ما تكون هناك عودة لملامسة مناطق الاختراق تسمى من الناحية الفنية بإعادة الاختبار، وذلك لتأكيد صحة الاختبار ومدى نجاحه لتحقيق المستهدفات الفنية الأعلى. وأما بحالة كسر مناطق إعادة الاختبار والإغلاق أسفل منها لمدة يومين فيعد الاختراق حينها كاذبا (وهميا)، وهي حالة تحدث عادة بين حين وآخر، لكن هنا وفي حالة المؤشر العام وبالنظر لعموم المؤثرات الأخرى الداعمة لحركة السوق كتجاوز خام برنت لمستويات الـ80 دولارا للبرميل، والذي تربطه علاقة وثيقة وتاريخية مع حركة السوق السعودية، فضلا عن النتائج الإيجابية خلال الفترة الماضية لبعض القطاعات القيادية كالمصارف والاتصالات وغيرها، نجد أن هناك عوامل عدة تدعم الاختراق الحالي للمؤشر العام للسوق.

وهنا وللاستفادة أكثر من الحركة المتوقعة لتاسي (مؤشر السوق) لا بد من البحث عن القطاعات التي تشابه في حركتها لحركة المؤشر العام للسوق، حيث ستكون هذه القطاعات هي الداعم الأكبر لتحقيق مستهدفات اختراق المؤشر العام للقناة السعرية، وبمراجعة القطاعات القيادية نجد أن قطاع المصارف الأقرب من حيث إن القطاع يسير وفقا لقناة صاعدة، وبمقارنة إغلاق القطاع بالأمس الأربعاء عند 12450 نقطة إلا أن سقف القناة الحالي عند 12600 بمعنى أنه من الناحية الفنية لا يزال في جعبة القطاع نحو 150 نقطة من الارتفاع، فضلا عن أن اختراق سقف القناة يستهدف منطقة 13200 نقطة.

من جهة أخرى وبمراجعة حركة مؤشر الدولار (DXY) الذي يقيس حركة العملة الخضراء أمام ست من العملات الرئيسية، وتعد حركته معاكسة لحركة الأسواق، حيث يمثل ارتفاع الدولار عامل ضغط على أسواق الأسهم والسلع، وبما أن مؤشر الدولار ارتفع بنحو 10% منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، وحاجة الدولار الحالية لبعض التهدئة وعمليات جني الأرباح فذلك سيمنح عموم الأسواق بعض الدعم للارتفاع، لذلك شاهدنا على سبيل المثال لا الحصر بعض الارتفاعات على الذهب والنفط عندما بدأ الدولار يلوّح ببعض الضعف خلال الأيام القليلة الماضية.

ومن جانب آخر فاقتراب تولي الرئيس المنتخب "ترمب" في العشرين من الشهر الجاري، تستعيد الأسواق شيئاً من الذاكرة حيث حظيت بدعم "ترمب" لها واهتمامه الكبير بها إبان توليه لرئاسته الأولى، ما قد يشكل استكمالا لدعمه السابق خلال مسيرته الأولى معها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي