هذا العيد .. فتش عن شيء يفرحك!
أبحث مع الكثيرين غيري عن شيء نحتفل به هذا العيد، ولا أحد يحفل بنا! لا العيد ولا المعيدين ولا حتى ذواتنا، أصبح الجو من حولنا خانقاً، ليست حرارة الصيف، كما اعتدنا على لومها، هي السبب! كان العيد يأتي في الماضي قبل وقته دائماً، نعلق ملابسنا الجديدة من بداية شهر رمضان المبارك، كان كل شيء يبعث على الفرح كنا فيه طيوراً محلقة. يوم كنا أطفالاً كان العيد عيداً على أصوله، يفرح به كبيرنا قبل الصغير، واليوم يمر من دون أن نشعر به فضلاً عن أن نحفل بمروره، يمر سريعاً كسحب الصيف لا نرقب وبلها إلا إن تنزلت - رحمة الله تعالى - بمزن ممطرة، فرحتنا اليوم غائبة، حتى عن صغيرنا، فصغر أجساد أطفالنا لا يدل على مقدار عقولهم على الإطلاق! حين يجمع أطفال غزة اليوم تبرعاتهم للصومال، يغمرنا الخجل فضلا عن أن نفخر بهم، فأشد البشر كرماً، من يعطي وهو في مخمصة، فما بالك حين تعلم أن المعطين صغارٌ بأحلامٍ وعقول كبيرة، وهم أشد فاقة من أن يتفوقوا علينا، لكن الله تعالى منحهم هذا الامتياز، فالدرهم الذي يسبق ألف درهم، هو هذا، حين تكون حيلتك وأملاكك لا تتجاوز عدد الأصفار التي عن يمينها أربعة أو ربما ثلاثة أصفار فالريال الذي تقدمه، أكثر كرماً ممن يقدم ألف ريال، ويملك رقماً مكوناً من ستة أو سبعة أصفار!
كيف نحتفل بالعيد؟ وإخواننا في بقاعٍ شتى من العالم يعانون مرارة الجوع الذي هو أقل حاجاتك الإنسانية، فضلاً عمن يغمرهم ظلم جبابرة المخلوقين، فمن دعته قدرته على ظلم الناس، فليتذكر الذي هو عليه أقدر، الله خالقه.
كيف نحفل بالعيد؟ أو نحتفل به والفرحة غائبة عن طفل بريء في مكان ليس ببعيد عنا، عيده ألا ينام طاوياً من الجوع! وأطفالنا، لا ينامون إلا وأجهزة الآيباد في أيديهم من الترف!
كيف نحفل بالعيد؟ وامرأة مسلمة في مكان آخر من العالم اضطرتها ظروف الحياة أن تكون رجلا، نعم أن تكون رجلا بحملها مسؤولية أولادها القصر الذين يتموا، ليس أن تكون رجلاً بشكلٍ كمالي، شكلي، جمالي، دافعها نحوه المساواة مع الرجال!
كيف نحفل بالعيد؟ وأسر في بقاع شتى من العالم، عيدهم أن يناموا نوما هانئا من دون أن تقض مضاجعهم أصوات المدافع، ونحن بحمد الله تعالى يغمرنا الأمن حتى الثمالة.
كيف نحفل بالعيد؟ وأسر يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، عيدهم منزل يظلهم، بينما الواحد منا، لا يسعه منزله ليبحث عن منتجع يتنفل فيه بقية يومه مع أصحابه، وعلى ماذا يسهرون؟! وما الذي يتداولون!
أعياني البحث عما يفرح لهذا العيد، فلم أجد إلا فرجاً ونصراً وعزاً لإخواننا المسلمين في كل مكان، والفوز بجوائز الرحمن في ختام شهر رمضان، اللهم آمين يا رب العالمين.